جدلية العصر الوسيط بأوروبا: الدولة والمؤسسات والتطور لا عصر ظلمات

قراءة في كتاب الأصول الوسيطة للدولة الحديثة

القضية بريس7 نوفمبر 2023آخر تحديث : منذ 6 أشهر
القضية بريس
كُتّاب وآراء
جدلية العصر الوسيط بأوروبا: الدولة والمؤسسات والتطور لا عصر ظلمات
أسامة قوقازي، وياسين جودي (طالبة باحثين)

المؤلف: جوزيف شتراير (1987 – 1904م)
هو مؤرخ أمريكي متخصص في العصور الوسطى، كان طالبا ومرشدا لدى كارلس هومر هاسكنز، لعب دورا بارزا في البحث التاريخي خلال عهده.
ترجمة: محمد عيتاني
تقديم عام:
يتناول المؤرخ في هذا الكتاب حول الكيفية التي تطورت بها مؤسسات الدولة خلال المرحلة الوسيطة في أوروبا. ويبدو أن صاحب الكتاب قد أعطى قيمة كبيرة لماهية الدولة مستدلا بالنموذجيين التاريخيين فرنسا وإنجلترا.
أهمية الكتاب:
يبدو أن أهمية الكتاب تتجلى في الفترة الراهنة على اعتبار أن القوى الأوروبية بدأت تتجه نحو مشروع الدولة الحديثة والقيمة المضافة التي ستمنحها للمجتمعات.
سبب اختيار الكتاب:
إن سبب اختيارنا لهذا الكتاب دون غيره هو أن الباحث طرح عدة إشكالات متعلقة بالدولة والمؤسسات ذات الطابع المركزي واللامركزي وأثرها على الممالك في تلك الفترة.
إشكالات التي يطرحا الكاتب:
من بين الإشكالات الذي يطرحها المؤرخ في كتابه هي ازدواجية الأوضاع منها ما هو داخلي وخارجي في أوروبا قبل تطور مؤسسات مفهوم الدولة ومدى ولاءها على السلطة او المملكة.
مضامين الكتاب: الأصول الوسيطة للدولة الحديثة.
استهل الباحث في بداية كتابه أهمية الدولة بحيث اعتبر على أن المجتمع في غياب سلطة مركزية غابة. وقد أعطى مثالا داعما به فكرته، وهي المملكة الجرمانية حينما تولت مجامع الحكم عن طريق مؤسسة ارتبطت بعدم مركزية الحكم، فكان الأمر حتميا أن تسقط. قال جوزيف شتراير: إن أفظع مصير يمكن معرفته في العالم الراهن هو مصير من لا وطن له، إن الشخص الدي لا بلد له.
انتقل الباحث بعد ذلك إلى عهود لم تكن الدولة موجودة واصفا إياها بفقدان الرجل إلى جماعة أو عائلة او أقلية فإنه بذلك مثل العبد او الخادم ليس من أمره شيء. يقول جوزيف شتراير: “إن الأقوام الأكثر تخلفا والأكثر بدائية تستطيع وحدها الاستغناء على الدولة“.
انتقل صاحب الكتاب بعد ذلك من قيمة الدولة إلى وظائفها وفلسفتها، بحيث اعتبر على أنها موجودة وبصورة أساسية في قلب ورح وعقل مواطنيها، فما من ممارسة منطقية يمكنها أن تعطيها حياة وهذا شرط أول، أما الشرط الثاني لوجودها هو أن تقوم على مؤسسات سياسية غير شخصية.
تم تقسيم بعض الأفكار المهمة التي سلط عليها الكاتب الضوء لأهمتها:
الأنظمة الفئوية والدولة المركزية: طرح الباحث في وصفه للتنوع بين العديد من الفئات والمجتمعات خلال المرحلة الوسيطة تحولات نحو تركيز السلطة في هيئة دولة واحدة، وهذا ما ساعد في توحيد الأراضي والمجتمعات بحيث قال:” إن مشاعر الولاء التي كان يحس بها في الماضي نحو العائلة، والجماعة المحلية، أو المنظمة الدينية، قد انتقلت لصالح الدولة. “
تحول الحكومة والمؤسسات التقليدية:
تبدأ الدولة في تطور هياكل حكومية مؤسسية تتضمن القضاء والجيش والإدارة مما ساعد في توحيد السلطة وتنظيم الحكم. وشجعت كذلك على تقدم المجتمع بمجمله من خلال دعم العلوم والفنون والتعليم مما منح أيضا تحسين جودة الحياة الاجتماعية والثقافية للمجتمع.
استنتاج عام:
نستنج مما سبق أن تجسد الدولة الحديثة في العصور الوسطى بانتقالها من نظام مشتت وفئوي متوتر تحكمه قوانين التبعية والشخصية إلى هيكل مركزي متكامل يدعم الاقتصاد والثقافة والحياة بصفة عامة.

القسم الثاني:

المرحلة الاولى:
استهل الباحث في بداية هذا القسم مسألة تأسيس أول دولة في أوروبا حيث اعتبر أن فرنسا هي البلد الأول التي حلت مسألة إنشاء الدولة انطلاقا من مقاطعات مستقلة عمليا، لأن جميع الدول الأوروبية اتبعت نفس النموذج الفرنسي. وهناك من المؤرخين من قال إن انجلترا هي السباقة في تأسيس الدولة لأنها كانت تستخدم دائرة مركزية في تدقيق الحسابات وصك العملات المتخصصة في ديوان العدالة والمالية.
تطرق الباحث أيضا في تسلسل الأحداث بطرحه الصراعات الداخلية بين رجال الدين وملوك الامبراطورية الكرولانجية. وهذه مسألة مهمة في تطور مؤسسة الحكم من جانب السلطة وعلاقتها بالكنيسة.

المرحلة الثانية:

تتعلق هذه المرحلة بالولاء لاسيما حين بدأ انتشار مفهوم الأمة والقومية والوطنية حيث تبلورت واتخذت وضعا محددا في أوروبا حيث تعززت نزعة القوميات والوطن العالمي تسويغا للتوسع الامبراطوري والاستعماري، ثم تحددت معالم الدولة الحديثة في القانون السلطوي وأصبحت أسس الدولة تتكون من شعب وإقليم وسيادة.

المرحلة الثالثة:

شهدت هذه المرحلة 1337 -1450م صراع طويل بين فرنسا وانجلترا من بينها حرب مائة عام، وإن من مسببات الحرب ما هو سياسي ويتعلق الأمر برغبة انجلترا التخلص من التبعية لفرنسا. بالإضافة إلى ما هو اقتصادي وديني واجتماعي.
استنتاج عام
نستنتج مما سبق أن النظام الاقطاعي القائم على الولاءات الشخصية تطور الى مفهوم السيادة وبروز فكرة القومية لتمحضه بين الدول نظرا لعدة مراحل ما هو ديني اجتماعي واقتصادي في بناء دولة حديثة.

 

بيبليوغرافية BIBLIOGRAPHY

 Medieval Statecraft and the perspectives of history (1971).

 The Course of Civilization (1971)

 Feudalism (1965)

الاخبار العاجلة