جعلت من نسج الزرابي فنا لا تنضب فيها إبداعاتها، حتى صارت لا تجد نفسها إلا بينها، لم تكن يوما فتيحة العمراني تتوقع أن تصل إلى ما وصلت إليه.منذ نعومة اظافرها وهي تكافح من أجل أن تصل بصناعة الزربية والتي تعتبرها فنا وليس مهنة فقط، اتخذت منها مسارا تخاطب به العالم.
في هذا الحوار تقربنا فتيحة العمراني، من مسارها وطموحاتها المستقبلية.
سنبدأ معك بالسؤال الكلاسيكي، فتيحة عمراني أنت من مواليد 1992 من منطقة سيدي يحى وسعد إقليم خنيفرة، كيف تقربين القراء من بداياتك الدراسية والمهنية؟
صراحة واجهتني عدة عراقيل وأنا في طريقي إلى ما وصلت إليه اليوم ولله الحمد، وأولها عائلتي وأقربائي، لم يتفهموا طموحاتي وما كنت أسعى لتحقيقه، وكان فني بالنسبة لهم، مضيعة للوقت، بحكم أني أنحدر من قرية صغيرة مع ضعف الإمكانيات من مواد أولية الخ ..
بحكم أن عائلتك لم تتفهم الوضع، فكيف استطعت إقناعها خصوصا؟
في الحقيقة حاولت ان أوضح لهم جميعا كل يوم، أني أود أن أحقق ذاتي، وكانت المحاولات تبوء بالفشل، غير أن ما غير رأيهم هو الإقبال المتزايد على منتوجاتي وأعمالي، بالرغم من انها كانت لوحات بسيطة، فهذا الأمر سهل علي مأمورية أن يصبح والدي من منتقدين لأعمالي الى مشجعين.
لماذا اختارت فاتحة الرسم على الزرابي عوض اللوحات ؟
كما هو معلوم أن المنطقة التي أنحدر منها تزخر بالصناعة التقليدية من زرابي منقوشة، ونساء تلك المنطقة مولوعات بهذا النوع من النسيج وكانت والدتي واحدة من هن، الشيء الذي مهد لي الطريق لأعبر بطريقتي الخاصة وسعيا للتميز اشتغلت على رسم لوحات طبيعية كالبحيرات والأشجار والورود على الزربية عوض الصباغة والفرشات كما هو معتاد لدى معظم الفنانين التشكيليين.
صحيح انك قطعت أشواط كبيرة لتحققي حلمك، فهل مشاركتك في برنامج صنعة بلادي وتتويجك باللقب بمثابة اكتفاء لمى تسعين اليه في اختيارك لهذا الفن أم أن فاتحة لديها طموحات أخرى لم تتحقق بعد؟
لا أنكر أن مشاركتي وتتويجي بلقب صنعة بلادي كان حلم وتحقق و لله الحمد، وهو الان بمثابة بداية للسير قدما نحو تحقيق إنجازات قادمة داخل المغرب وخارجها.
من المعلوم أن أي إنسان ناجح في تحقيق طموحاته ولو جزء منها، يتعرض للانتقادات، فكيف ترد فاتحة على منتقديها؟
صراحة أستطيع أن أقول أن نسبة منتقدي ضئيلة جدا، والسبب حسب وجهة نظري، كون أن فن النقش على الزربية يصعب على الكثير فهم، على عكس الصباغة والألوان، وحتى لو انتقدني أحد فأنا لا اكترث لذلك.
نشأت وسط أسرة بسيطة ومحافظة، بدأت دراستي كباقي فتيات المنطقة، درست جميع مراحل الدراسة بشكل عادي، غير أني بدأت الفن والرسم في سن مبكرة، بحيث أنني كنت أستغل أوقاتي خارج الدراسة للرسم بقلم الرصاص على الأوراق البيضاء.