الحلاوة ليست أغنية فقط… بايزي يحوّل الحنان العائلي إلى صرخة فنية 

القضية بريس4 أغسطس 2025آخر تحديث : منذ 4 أشهر
القضية بريس
حوارات
الحلاوة ليست أغنية فقط… بايزي يحوّل الحنان العائلي إلى صرخة فنية 
كريم حدادي

في زمنٍ أصبحت فيه الموسيقى لا تقتصر على الترفيه بل تُحاكي الوجدان وتحمل رسائل إنسانية واجتماعية، يبرز اسم فني شاب آمن بقوة الكلمة، وصدق الإحساس، واختار أن يجعل من صوته مرآةً لمشاعر الناس وهمومهم. إنه الفنان المغربي زكرياء المتقي، المعروف فنياً بـ”بايزي”، الذي بصم الساحة الفنية بأعمال تركت أثراً في قلوب جمهوره، كان آخرها أغنيته المؤثرة “الحلاوة”، التي جمعت بين الصدق الفني والرسالة العائلية النبيلة.

في حوار حصري وخاص لجريدة “القضية بريس”، فتح بايزي قلبه لنا، وتحدث بعفوية وصدق عن كواليس عمله الجديد، عن والدته التي كانت مصدر إلهامه، عن رؤيته للفن كرسالة، وعن الطموحات التي يحملها في جعبته لمستقبل موسيقي يحمل توقيعه الإنساني المختلف.

IMG 20250804 WA0206 - أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

بداية بايزي، نود أن نبدأ من جديدك الفني “أغنية الحلاوة”، من كلمات وألحان وتوزيع. حدثنا عن ظروف ولادة هذا العمل. وماذا يمثل لك شخصيًا؟

بالنسبة للجديد الفني، هذه الأغنية بعنوان “الحلاوة” هي من كلماتي رفقة الفنانة الراقية زينب علوش، ومن تلحين المبدع ياسين بنفضول، وتوزيع الرائع محمد الفتوح. هذه الأغنية جاءت بعد اجتهاد ومكافحة وتعاون بين الفريق، مما أعطى هذا العمل الذي نال إعجاب الجمهور والحمد لله.

 

تقول في كلمات الأغنية: “أش هاد الحلاوة اللي عطاني، سيدي ربي”، لمن وجهت هذه العبارات تحديدًا؟

 

صراحة، الأغنية جاءت فكرتها بعفوية، خاصة وأن لدي ابنة أقول لها دائمًا بحب: “أش هاد الحلاوة لعطاني سيدي ربي”. عندما أردد هذه العبارات، أشعر بسعادة غامرة لأنها أغلى ما أملك. وطبعًا، جاءني بعدها سؤال: لما لا تكون هذه العبارة جزءًا من الأغنية؟ والحمد لله وُفقنا واخترنا عنوان “الحلاوة”.

IMG 20250804 WA0210 - أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

يظهر في الفيديو كليب دفء العلاقة بين الأم وابنها. كيف تصف علاقتك الشخصية بوالدتك، خاصة مع دخولك المجال الفني؟

 

بكل صدق، أنا كبرت في عائلة محافظة، وأكيد نعيش في مجتمع تُقدّس فيه الأم. هي رمز المحبة والعطاء، وهي أجمل ما خلق الله في هذه الحياة، لأنها الوحيدة التي تعطي دون انتظار مقابل. المقابل بالنسبة لها هو أن ترانا في أحسن حال. أمي ككل الأمهات المغربيات، أعطتني الحنان، وكافحت من أجلنا. صراحة، كل كلمات العالم قليلة أمام أمي، والجنة تحت أقدام الأمهات.

 

ما هي الرسالة التي تود توجيهها لوالدتك اليوم خلال هذا العمل الفني؟

 

الكلمة التي أقولها لها: “اللهم وفقني حتى أكون كما تتمنين، وأن أُسعدك وأرد لك ولو جزءًا بسيطًا من تضحياتك.

أنتِ أعظم إنسانة في الكون، وأجمل أم في العالم”.

 

الأغنية والكليب يحملان رسالة قوية حول أهمية العلاقة بين الآباء والأبناء. ما الرسائل الفنية التي حرصت على إيصالها، خصوصًا لأولئك الذين يعيشون توترًا أو قطيعة مع أسرهم؟

أنا دائمًا أسعى، خصوصًا في الأغاني الأخيرة، إلى اختيار كلمات ذات هدف ورسالة إيجابية.

أتمنى أن تلمس هذه الأغنية قلوب الأسر التي تعيش الفراق أو الخصام، خصوصًا الوالدين الذين تخلوا عن أبنائهم أو الأبناء الذين لا يُقدّرون مجهودات الآباء.

أتمنى أن تكون هذه الأغنية صلة رحم، وأن تدخل الحب والحنان على الأسر، وتجمعهم من جديد. هذا هو هدفي.

فيها الحب والعِشرة… ديال اليوم وبكرة

أنا بيها فخور… وهي بيا مفتاخرة

إن شاء الله نفرحها، يا ربي تعطيني القدرة

قلبي ينسى العالم، وهي يبقى مفتكرا.”

 

ما الذي تعكسه هذه الكلمات عن مفهوم البرّ في نظرك؟ وكيف يمكن للشباب التعبير عن حبهم وامتنانهم لوالديهم؟

 

في مجتمعاتنا المحافظة، لا نعبر عن الحب بطريقة مباشرة كثيرًا. لكننا نحاول التعبير عنه بطرق أخرى، مثل الحنان، الدفء، والكلمة الطيبة من طرف الوالدين.

من جهتنا كأبناء، من واجبنا أن نبادلهم الحب والاهتمام، لأن الكلمة الجميلة لها تأثير كبير.

أنا أفتخر بأمي وأمي تفتخر بي، وهذه الكلمات التي ذكرتها نابعة من القلب ولها وقع خاص بالنسبة لي.

IMG 20250804 WA0207 - أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

كيف تم اختيار أبطال الفيديو كليب؟ وما المعايير التي اعتمدتم عليها في اختيار الوجوه المشاركة؟

 

فكرة الكليب جاءت عفوية. أثناء اللمسات الأخيرة على الأغنية، بدأنا نفكر في الكليب وطرحنا تساؤلات: من يمكن أن يجسد هذه الرسالة؟

وقع الاختيار على خلود وآدم، وكان اختيارًا موفقًا جدًا، خاصة أنهما من عالم الميديا وتجمعهما علاقة قوية تصل إلى قلب المشاهد.

عندما عرضت الأغنية على خلود، أُعجبت بها جدًا، وشعرت أنها تمسها وهذا ما كنا نبحث عنه.

 

لاحظنا أنك اكتفيت بالغناء فقط دون الظهور كممثل في الكليب، لماذا اتخذت هذا الخيار؟

 

أفضل أن أبقى في الإطار الذي أشتغل عليه وأحبه، وهو الغناء. أما التمثيل، فأفضل أن أتركه لأشخاص مناسبين أكثر، يستطيعون إعطاء طاقة خاصة بالكليب.

أنا أؤمن أنني إذا ركزت على الغناء سأعطي أكثر، والممثل سيعطي بدوره طعمًا خاصًا للعمل.

 

صف لنا أجواء التصوير والكواليس. هل كانت هناك لحظة طريفة أو مؤثرة خلف الكاميرا؟

 

صراحة، كانت الأجواء رائعة جدًا، خصوصًا مع طاقم مميز من جميع النواحي، الجميع استمتع خلال التصوير، وعيشنا لحظات جميلة جدًا.

 

كيف كانت ردود فعل الجمهور بعد صدور “الحلاوة”؟ وهل كنت تتوقع هذا التفاعل؟

 

ردود الفعل كانت ممتازة جدًا، والتفاعل كان رائعًا خصوصًا مع جمهور تيك توك، وهذا ما أسعدني كثيرًا.

 

بعد النجاح الكبير الذي حققته أغنية “زينة زينة” سواء داخل المغرب أو خارجه، كيف استقبلت تصدّرها الترند؟

 

أي فنان يسعى لتحقيق النجاح لأغنيته، وأن تصل لأكبر عدد من المستمعين. بصراحة، إحساس رائع أن ترى أغنيتك في المرتبة الثالثة بالمغرب على يوتيوب، والمركز الأول في ليبيا، والخامس في الجزائر، والعاشر في تونس. هذا يسعدني ويمنحني طاقة إيجابية لأعطي أكثر.

 

ما هي الألوان الموسيقية التي تفكر في استكشافها في أعمالك المقبلة؟ وهل هناك تعاونات جديدة مرتقبة؟

لحد الآن، ليس لدي لون موسيقي محدد. في بدايتي كنت أهوى الراب، ثم ستايل غربي، ثم البوب المغربي. لا أستقر في لون معين، بل أبحث دائمًا عن الجديد. أما بخصوص التعاونات، هناك مفاجآت قادمة إن شاء الله، وربما يكون من بينها تعاون خارجي.

 

هل تعتبر أن الفن اليوم أصبح وسيلة للتعبير عن الامتنان والاعتراف بالجميل أكثر من كونه مجرد وسيلة للترفيه؟

 

أكيد، الفن وسيلة للتعبير وللترفيه معًا. لكني أفضل أن يجمع الفن بين الرسالة والموسيقى الجميلة، وأن يكون له تأثير على المجتمع.

 

ما الفرق في نظرك بين الشهرة والقيمة الفنية؟ وهل يشعر الفنان اليوم بضغط لإرضاء الجمهور أكثر من ذاته؟

 

هناك فرق كبير بين الشهرة والقيمة الفنية. أنا لا أؤمن بأن عدد المتابعين هو ما يحدد القيمة الفنية. الرسالة هي الأهم. الشهرة مثل البورصة، يومًا ترتفع ويومًا تهبط. لكن إذا حافظ الفنان على مبادئه وقدّم ما يحترم ذكاء الجمهور، سيبقى في القلوب، ويتذكره الجميع.

 

هل تؤمن بأن الأغنية المغربية قادرة اليوم على لعب دور في التوعية الاجتماعية؟ وما الذي ينقصها لتصل بشكل أوسع؟

 

أكيد، الموسيقى لها تأثير كبير، خصوصًا في هذا العصر. إذا كانت الأغنية ذات رسالة، ستبقى في قلوب الناس. لكي تتوسع الموسيقى المغربية، نحتاج لفرص أكثر للشباب، وتشجيع المواهب، وهذا ما أهدف إليه شخصيًا من خلال أعمالي.

IMG 20250804 WA0211 - أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

من هو الشخص الذي تدين له بالفضل في مشوارك الفني؟ وماذا تحب أن تقول له اليوم؟

 

كلمة “شكرًا” لا أستطيع أن أوجهها لشخص واحد فقط. أقول شكرًا لكل من ساهم في حياتي الفنية والشخصية. شكرًا لزوجتي ورفيقة دربي، الفنانة زينب علوش، التي كانت نقطة تحول في مسيرتي. شكرًا لكل الطاقم، وشكرًا لعائلتي، ولكل من يدعمني، بكم أستمد قوتي.

بين الإبداع والوفاء، بين الإحساس والرسالة، يواصل الفنان زكرياء المتقي (بايزي) خطّه الفني المميز الذي يزاوج بين صدق الكلمة وعمق المعنى.

وفي ظل نجاحاته المتتالية، يثبت بايزي أن الفن لا يُقاس بعدد المشاهدات فقط، بل بقيمته الوجدانية، وقدرته على ملامسة القلوب.

نشكره على هذا اللقاء الشفاف، ونتمنى له مزيدًا من التألق والإشعاع، وأن يستمر في تقديم فن يُشبهه… فنّ صادق، نقيّ، ومليء بالحب.

الاخبار العاجلة