هدى كبداني.. مدربة روضت الخيل بأنامل من ذهب

القضية بريس31 أغسطس 2024آخر تحديث : منذ 3 أسابيع
القضية بريس
حوارات
هدى كبداني.. مدربة روضت الخيل بأنامل من ذهب
إسماعيل المالكي

على إمتداد تاريخها العريق أنجبت أرض المغرب المعطاء أسماءً حلقت في سماء النجاح، منهم من اختار مواصلة رحلة النجاح بأرض الأجداد، ومنهم من أراد استكشاف آفاق جديدة.

 

وعلى خطى هؤلاء استلهمت هدى كبداني مسيرتها وشقت طريقها بكل ثقة وطموح. هي نموذج للشباب الطامح المتشبث بالحلم إلى النهاية. لا تدع مجالا لليأس او التخاذل حتى الوصول نحو النجاح.

 

اختارت هدى كبداني سبر أغوار، علم الخيول الذي استهواها منذ نعومة أظافرها، وذلك لحبها الطافح لهذا المجال.

 

ظل حلم الفروسية يراودها أينما سارت وارتحلت، ليكون بمثابة هاجس في حياتها، بدأت بوادر التحقق تلوح في الأفق حينما ولجت معهد مولاي الحسن للفروسية، بعد حصولها على شهادة الباكلوريا، ودبلوم في التسيير الإداري، لتصبح متخصصة في ترويض الخيل ومعالجتها، لنجد نفسها غدت مدربة للفرسان الفرسان والفارسات الهواة. حتى أضحت معها تحمل صفة “فارسة محترفة”، عوضا عن “فارسة هاوية”.

 

ولأن التشبث بالطموح والحلم سيمة أساسية لتحقيق النجاح، لم تدع هدى، فرصة للفشل أن يتسلل لكيانها، فلم تتوقف عند هذا الحد بل طلبت استكمال تكوينها خارج أرض الوطن.

 

لتصبح هدى كبداني أول مغربية تغادر التراب الوطني، صوب المملكة العربية السعودية للاشتغال في مجال الخيل والفروسية، واستثمرت حبها وشغفها بالمجال، لمعالجة المصابين باضطراب طيف التوحد، بعد أن حصلت على دبلوم يمكنها من ذلك.

 

لم يكم من السهل على هدى كبداني، الفارسة أن تثبت مكانتها في مجال الخيول، خصوصا داخل بلد وثقافة كان فيها هذا العالم حكرا على الرجال، حيث قالت إنها حازت منذ طفولتها، على تشجيع والديها وإخوتها، وهو ما شجعها على الاستمرار في مطاردة حلمها، رغم ما عانته خلال مسيرتها من انتقادات وعوائق ومطبات بسبب جنسها.

 

قالت كبداني، في تصريح لجريدة القضية بريس الالكترونية، إن قطاع الفروسية والخيل عموما بالمغرب، يبقى حكرا على الأغنياء، لكون متطلباته المادية ليست في متناول عموم المواطنين، خصوصا أن ثمن الخيول يقدر بالملايين.

 

لذا تحمل هدى طموحا كبيرا في النهوض بقطاع الفروسية والتبوريدة بالمغرب، حيث أشارت في حديثها مع الجريدة، إلى أن هذا القطاع يحتاج للانفتاح على الدراسات والنتائج، التي توصلت لها العلوم في هذا الميدان، والتخلص من التعصب للثقافة الشعبية والمعتقدات المتوارثة، مصرحة أن هذا من شأنه التقليل من الحوادث التي يعرفها المجال، كانفجار البندقية في مهرجانات التبوريدة، وهيجان الخيول غير المروضة بشكل جيد وخروجها عن السيطرة، لعدم معرفة كيفية التصرف معها من طرف الفارس.

 

وبخصوص أول أهدافها وأحلامها في سعيها، للإسهام في النهوض بالقطاع، توشك هدى كبداني على فتح ناد للفروسية، سيرى النور قريبا، بحسب ما جاء على لسانها، لتكتب فصلا جديدا من قصة تحقيق حلمها، وولعها بعالم الخيول والفروسية.

 

الاخبار العاجلة