في حضرة الرمزية والفلسفة: لقاء مع الكاتب لحسن وحي في ختام معرض الكتاب بالرباط

القضية بريس1 مايو 2025آخر تحديث : منذ 7 أشهر
القضية بريس
حوارات
في حضرة الرمزية والفلسفة: لقاء مع الكاتب لحسن وحي في ختام معرض الكتاب بالرباط

في حضرة الرمزية والفكر الفلسفي، وفي زحام فعاليات الدورة الثلاثين للمعرض الدولي للنشر والكتاب، بمدينة الأنوار، الرباط، كان زوّار المعرض على موعدٍ مع لقاء الكاتب الشاب لحسن وحي، لحضور حفل توقيع كتابه الجديد برواق مؤسسة أفرا للدراسات والأبحاث: تجارب التفلسف في الفكر المغاربي المعاصر: محمد الدكالي نموذجًا

 

العابث الثاني: بُحبُوحة الطفولة ورمزية الفضاء السينمائي – فيلم خيط الروح لحكيم بلعباس نموذجًا

 

 

وعلى هامش حفل التوقيع، تم إجراء هذا الحوار مع الكاتب:

 

حدّثنا عن إصداراتك الجديدة؟

دعني أقول إنّ كل ما أكتبه هو محاولاتٌ مُعلّقة على مشنقة العبث؛ عبثٌ يسعى للخروج من ضيق المعنى إلى رحابة الرمزية. وأي كتاب، مهما كان الحقل الذي ينتمي إليه، فهو استعادة لسؤالٍ ما. كما قال هايدجر: “إننا لا نتطلع إلى الجواب بقدر ما نراجع السؤال.”

 

الكتاب الأول، تجارب التفلسف في الفكر المغاربي المعاصر، كان عنوانه الأصلي “ماهية الفلسفة والتفلسف في فكر محمد الدكالي”. حاولت فيه تقصّي تصور أستاذنا الدكالي لماهية التفلسف من خلال لقاءات، حوارات، ومقالات نُشرت عنه. كما مارستُ فيه نوعًا من الاعتراف بالجميل لهذا الرجل الذي قدّم الكثير لأجيال متعددة. الكتاب يجمع بين الاعتراف بالفضل، والرؤية الرواقية للفلسفة كتجربة وجودية خالصة.

 

أما الكتاب الثاني، بحبوحة الطفولة ورمزية الفضاء السينمائي، فهو محاولة لقراءة رمزية لفيلم خيط الروح لحكيم بلعباس. ركّزت فيه على تشابك الطفولة بالمكان، والذاكرة بالزمن، في تجربة سينمائية تعيد تشكيل العلاقة بين الفرد والمجتمع، وبين المرئي والباطني. بلعباس لا يكتفي بسينما تتعاطف مع المكان، بل يغوص فيه ويترك للذاكرة حرية التشكيل والتأويل.

 

والكتاب يمثل محاولة رمزية، بل أنثرو-رمزية، تُقحم الرمز داخل الفضاء السينمائي، متجاوزًا المعنى المباشر نحو فضاء تأويلي مفتوح.

 

ولا أنسى الإشارة إلى أن هذا المشروع جاء في سياق تفاعل حيّ مع أصدقاء أثْروا رؤيتي: الفنان التشكيلي بدر التديلي، الرسام خالد آيت حماد، الباحثة عائشة المشرحي، وأساتذة مثل مصطفى الإدريسي، عثمان الهاسوتة…

 

ما هي الرهانات التي ترجو من إصداراتك؟

الجواب يستوجب الحذر، لأن الطموح لا يعرف حدودًا. ومع ذلك، أختزل رهاني الأساسي في الآتي:

 

إحياء الرمزية على المستويين السينمائي والكتابي

 

استثمار الرمز في الفنون التشكيلية

 

مجاورة الفكر بالفن كفعل تكاملي يعيد تشكيل علاقتنا بالعالم، حيث يصبح الفن وسيطًا للتفكير والوجود

 

 

منذ كتابي الأول العابث ما قبل الأول، كنتُ أراهن على إعادة القارئ إلى البدايات، إلى لحظة الصفاء الروحي التي لا ينفصل فيها الإنسان عن رمزيته المقدسة.

 

كيف نختم هذا الحوار؟

أقترح أن نختم بكلمات تعيدنا إلى جوهر السينما في علاقتها بالرمز، يقول الفيلسوف الألماني إرنست كاسيرر:

“ليس التذكّر إعادة، إنما ولادة الماضي من جديد.. وهذا النوع من إعادة الجمع هو الذي يُميز صورة الذاكرة الإنسانية.”

 

وأضيف قولًا لأستاذنا محمد الدكالي، فيلسوف التناص:

“إن الفلسفة فكرٌ حرّ، وليست خادمةً لأحد. إنها مجهودٌ متعلقٌ بمحبة الحقيقة والشغف بالمعرفة.”

الاخبار العاجلة