تستهدف روسيا إطلاق مزيد من البعثات إلى القمر وبالتعاون مع الصين في مهمة مشتركة تهدف إلى إقامة قاعدة على سطحه، من ناحية أخرى، تنظر وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) إلى إمكانية استغلال موارد القمر بما في ذلك الماء والهيليوم-3. ومن المثير للاهتمام أن القمر يحمل في باطنه موارد ثمينة مثل المعادن الأرضية النادرة، التي تلعب دورًا مهمًا في صناعات التكنولوجيا الحديثة.
ويشكل تعدين القمر تحديات تقنية وقانونية. يجب تطوير بنية تحتية لتنفيذ عمليات التعدين واستخراج الموارد، ومن المحتمل أن تكون الروبوتات هي العمال الرئيسيين في هذه المهام الشاقة. كما يعود وجود الماء على سطح القمر ليكون عاملاً مهمًا في دعم الحضور البشري على المدى الطويل.
من الجدير بالذكر أن هناك تشريعات دولية تنظم نشاطات الدول في الفضاء، ومع ذلك، تبقى بعض النقاط غير واضحة ومفتوحة للتفسير. توضح “معاهدة المبادئ المنظمة لنشاطات الدول في ميدان استكشاف واستخدام الفضاء الخارجي” لعام 1966 أنه لا يمكن لأي دولة الاعتراف بسيادتها على القمر، ولكن هل يحق لكيان غير حكومي أو شخص طبيعي القيام بذلك؟ هذا الأمر لم يُحدَّد بوضوح.
في 2020، وقَّعت الولايات المتحدة “اتفاقات أرتميس” بهدف تعديل القوانين الدولية المتعلقة بالفضاء، وقد أثار هذا التوقيع تساؤلات حول مدى تطبيقها ومشاركة دول أخرى كروسيا والصين.
واستكشاف القمر، ليست مجرد مهمة علمية بل تحمل إمكانيات اقتصادية وتقنية كبيرة، السباق الحالي بين القوى الكبرى يشير إلى تحول جديد في مجال الفضاء والاستفادة من موارد القمر، ومن المحتمل أن تكون السنوات المقبلة شاهدة على تطورات مثيرة في هذا المجال.