“مشاتل الإبداع” تتألق في اختتام الدورة الثامنة لملتقى “مشاتل الأبجدية” بمراكش

القضية بريس15 أبريل 2025آخر تحديث : منذ 5 أيام
القضية بريس
فن وثقافة
“مشاتل الإبداع” تتألق في اختتام الدورة الثامنة لملتقى “مشاتل الأبجدية” بمراكش

أسدل الستار، يوم الجمعة 11 أبريل الجاري، على فعاليات الدورة الثامنة من ملتقى “مشاتل الأبجدية”، الذي تنظمه دار الشعر بمراكش في إطار ختام الموسم الثامن لورشات الكتابة الشعرية الموجهة للأطفال واليافعين والشباب. وقد احتضنت القاعة الصغرى بالمركز الثقافي الداوديات هذا الحدث الثقافي المميز، وسط حضور واسع تجاوز المئة مشارك ومشاركة من مختلف الفئات العمرية، إضافة إلى ممثلين عن المؤسسات التعليمية والثقافية ونقط القراءة العمومية، ورواد دار الشعر.

 

شكل هذا الملتقى مناسبة للاحتفاء بالمواهب الشابة، حيث تم تقديم قراءات شعرية ولوحات شعرية ممسرحة عكست ثمار الورشات التي نظمت طيلة الموسم. وافتتحت الفعاليات بمعرض فني للفنانة التشكيلية زكية العاقب، التي قدمت تجربتها الفريدة في “الرسم بالإبر”، متقاسمة شغفها مع جمهور من الأطفال والشباب، في تفاعل أثمر حواراً فنياً بين التشكيل والحرف.

 

وفي لحظة مؤثرة، قدم الشاعر والناقد د. عبد اللطيف السخيري، منسق برنامج “محاورات”، حصيلة الموسم الثامن من ورشات الكتابة الشعرية، مبرزاً أن العديد من المشاركين باتوا اليوم شعراء وشاعرات يحملون رؤى جديدة وواعدة، واصفاً إياهم بـ”شعراء قادمون إلى المستقبل”.

 

وعرض خلال الحفل شريط وثائقي بنفس العنوان من إعداد الإعلامية صوفية الصافي والتقني عبد المجيد شحلان، تضمن قراءات لمجموعة من شعراء الدار الذين تألقوا بإبداعاتهم، مثل: حسان بنعطار، مريم أبجو، خديجة السعدي، وغيرهم.

 

تجربة فريدة مع المكفوفين

 

تميز الموسم الثامن أيضاً بتجربة نوعية احتضنها معهد أبي العباس السبتي للمكفوفين، حيث أطر الشاعر والناقد د. مولاي رشيد العلوي ورشات متخصصة في علم العروض، وتقنيات الإلقاء والصوت، بمساعدة الفنان السعيد أبو خالد. وقد توّجت هذه التجربة بلوحة شعرية ممسرحة تحت عنوان “محاكمة فدوى طوقان”، جسّدها المشاركون ببراعة، مؤكدين على دور الشعر في التعبير عن الهوية الوطنية والذات الإنسانية.

 

أطفال يرسمون بالشعر

 

قدم أطفال مؤسسات “دنيا العرفان” و”المعالي” و”دار الثقافة تامنصورت” أعمالاً شعرية ممسرحة، أبانوا من خلالها عن طاقات واعدة، في عروض تفاعل معها الجمهور بحرارة. وأكد الشاعر بدر هبول، الذي أشرف على تأطير هذه الورشات، أن هذه التجربة كانت له فرصة استثنائية للعودة إلى بداياته الشعرية، إذ كان يوماً أحد المستفيدين من نفس الورشات.

 

اختار الأطفال موضوعات متنوعة مثل “الكتاب”، “الأم”، “الوطن”، والشعر ذاته، في حوارات إبداعية تبرز علاقتهم باللغة والخيال، وسط حضور بارز لتقنيات الإلقاء والصوت التي تمت بلورتها ضمن الورشات.

 

لحظات فنية خالدة

 

أحيا السهرة الختامية كل من الفنانة نزهة بلحو والفنان عز الدين دياني، عبر مجموعة من الأغاني التي لامست وجدان الطفل وروح البراءة. وقدمت بلحو جديدها الفني، وسط تفاعل كبير من الأطفال والحضور.

 

تؤكد ورشات دار الشعر بمراكش مرة أخرى ريادتها في النهوض بالثقافة الشعرية لدى الفئات العمرية الصغرى، من خلال انفتاحها على مؤسسات تعليمية ومجتمعية متنوعة. وقد نجحت هذه المبادرة في ترسيخ تقليد سنوي يعزز من مكانة الإبداع والقراءة والشعر في نفوس الأجيال الجديدة، ويؤسس لمستقبل شعري يزخر بالأمل والموهبة.

 

IMG 1678 - أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة