بعد أيام من التقلبات الجوية التي ضربت مناطق الجنوب الشرقي المغربي، وخاصة أقاليم أسامر، أكد الدكتور العربي بغازي، أستاذ الجغرافيا الطبيعية وخبير المناخ، أن “المنخفض الجوي الأطلسي الذي تمركز قبالة السواحل الوسطى للمملكة، تسبب في تغييرات مناخية ملحوظة، تنوعت بين رياح جنوبية قوية محملة بالغبار، وأمطار غزيرة أعادت الأمل لسكان هذه المناطق”.
وأوضح الدكتور بغازي أن “الرياح المحملة بالغبار الصحراوي شكلت المشهد الأول من هذه التقلبات، قبل أن تعقبها زخات مطرية امتدت على فترات متقطعة لعدة أيام”، مضيفاً أن “ذروة التساقطات كانت خلال يومي السبت والأحد، حيث تجاوزت الكميات 100 ملمتر في بعض مرتفعات تنغير والرشيدية، مما تسبب في حمولات قوية للوديان”.
وإلى جانب تنغير والرشيدية، شملت التأثيرات أيضاً زاكورة، ميدلت، وورزازات بدرجة أقل، بينما كانت أكثر اعتدالاً في طاطا وفگيگ. ويرى الدكتور بغاني أن هذه الأمطار، رغم توقيتها المتزامن مع موسم الحصاد في السهول الجنوبية والشرقية، “تمثل متنفساً حقيقياً للفلاحين في أسامر، بعد سنوات من الجفاف والقلق البيئي”.
أما بخصوص التوقعات المناخية للأيام القليلة القادمة، فيؤكد الخبير أن “الأجواء ستتجه نحو الاستقرار النسبي إلى غاية الخميس، باستثناء احتمالات لعودة بعض التساقطات المطرية والثلجية في مرتفعات ميدلت وفگيگ يومي الثلاثاء والأربعاء، نتيجة منخفض جوي قطبي يتجه نحو شمال ووسط البلاد”.
وأضاف الدكتور بغازي أن “درجات الحرارة ستشهد تراجعاً مهماً بسبب تسرب تيارات شمالية باردة، خاصة في المرتفعات وسفوحها، حيث ستتراوح حرارة الليل بين 6 و -4 درجات مئوية، في حين لن تتجاوز 13 درجة بباقي مناطق أسامر”.
وحذر المتحدث من “التقلبات الحرارية المفاجئة التي قد تؤثر على الأنشطة اليومية للسكان، وعلى بعض الزراعات الهشة”، مشيراً إلى أن “حرارة النهار بدورها ستنخفض عن المعدلات الفصلية، لتتراوح بين 10 و26 درجة مئوية كحد أقصى جنوب المنطقة”.
وختم الدكتور بغازي حديثه قائلاً: “إنها فترة مناخية دقيقة، لكنها تبشر بتحسن في الوضع الفلاحي والمائي، وتمنح الجنوب الشرقي جرعة من الأمل بعد معاناة طويلة مع الجفاف”.