محمد عبد النبوي: المغرب ملتزم بتعزيز استقلال القضاء في إفريقيا ومواكبة التحول الرقمي في العدالة

القضية بريس21 أبريل 2025آخر تحديث : منذ 8 أشهر
القضية بريس
سياسة
محمد عبد النبوي: المغرب ملتزم بتعزيز استقلال القضاء في إفريقيا ومواكبة التحول الرقمي في العدالة

أكد محمد عبد النبوي، الرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للسلطة القضائية، التزام المملكة المغربية الراسخ بدعم استقلال السلطة القضائية في إفريقيا ومواكبة التحولات الرقمية المتسارعة التي تشهدها أنظمة العدالة عبر العالم، وذلك خلال كلمته الافتتاحية للمؤتمر الدولي للمجموعة الإفريقية التابعة للاتحاد الدولي للقضاة، المنعقد بمدينة الدار البيضاء يوم الاثنين 21 أبريل 2025.

 

وشدد عبد النبوي، في كلمته التي ألقاها أمام وفود قضائية إفريقية وازنة، على رمزية انعقاد هذا المؤتمر تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، معربًا عن فخره وامتنانه بهذه الرعاية التي تعكس، على حد تعبيره، المكانة الخاصة التي تحظى بها أسرة القضاء لدى جلالة الملك، ودعمه الموصول للمبادرات الرامية إلى تعزيز دور القضاء في بناء دولة الحق والقانون وحماية حقوق المواطنين.

 

وأشار المسؤول القضائي إلى أن هذا اللقاء القضائي الإفريقي يعزز الروابط الأخوية والتعاون جنوب-جنوب، في انسجام مع الرؤية الملكية السديدة التي دعا من خلالها جلالة الملك إلى تقاسم الخبرات وبناء مستقبل تضامني وآمن بين شعوب القارة، كما ورد في خطاب العاهل المغربي خلال قمة الاتحاد الإفريقي في أديس أبابا سنة 2017.

 

وحذر عبد النبوي من التحديات الجديدة التي تفرضها الطفرة الرقمية على أنظمة العدالة، لا سيما استخدام الذكاء الاصطناعي في حل المنازعات، وهو ما قد يثير مستقبلاً إشكالات حول استقلال القاضي وعلاقته بالتقنيات والبرمجيات المعتمدة. واعتبر أن مواكبة هذه التحولات ضرورة وليست ترفًا، مبرزًا أن التأخر في الاستجابة لهذه المستجدات كان له تاريخيًا كُلفة باهظة على دول وشعوب القارة.

 

كما عبّر المتحدث عن تثمينه لشعار المؤتمر “من أجل قضاء إفريقي مستقل”، مشيرًا إلى أن الدستور المغربي لسنة 2011 كرّس استقلال السلطة القضائية كسلطة ثالثة، وفصلها عن السلطتين التشريعية والتنفيذية، وجعل جلالة الملك ضامنًا لاستقلالها. وأضاف أن المجلس الأعلى للسلطة القضائية يضطلع بدور أساسي في حماية هذا الاستقلال وتفعيل الضمانات الممنوحة للقضاة.

 

وفي هذا السياق، دعا عبد النبوي إلى التفكير في إحداث لجنة إفريقية لفعالية العدالة، على غرار اللجنة الأوروبية، تعنى بإعداد دراسات ومؤشرات نجاعة قضائية يمكن أن تساعد الدول على تطوير منظوماتها العدلية وتعزيز استقلال القضاء داخلها، مع مراعاة خصوصيات الأنظمة القانونية لكل بلد.

 

وختم عبد النبوي كلمته بالتأكيد على أهمية هذا اللقاء في الدفع نحو بلورة توصيات عملية قادرة على النهوض بالقضاء الإفريقي، موجهاً الشكر للودادية الحسنية للقضاة على استضافة وتنظيم هذه التظاهرة القضائية الهامة، ومتمنيًا للمؤتمر كامل النجاح في أشغاله.

الاخبار العاجلة