مهرجان الرحل بمحميد الغزلان يحتفل بعشرينيته وسط أجواء فنية وإنسانية استثنائية

القضية بريس14 أبريل 2025آخر تحديث : منذ أسبوع واحد
القضية بريس
فن وثقافة
مهرجان الرحل بمحميد الغزلان يحتفل بعشرينيته وسط أجواء فنية وإنسانية استثنائية
إسماعيل المالكي

شهدت واحة محاميد الغزلان، جنوب إقليم زاكورة، تنظيم الدورة العشرين من المهرجان الدولي للرحل، خلال الفترة الممتدة من 10 إلى 13 أبريل 2025، في احتفاء فريد بثقافة الصحراء ونمط العيش البدوي، وسط أجواء مفعمة بالإبداع والتنوع الثقافي.

وعلى مدى أربعة أيام، تحوّلت الواحة إلى فضاء مفتوح للفن والحوار الإنساني، حيث استقطب المهرجان آلاف الزوار من مختلف جهات المغرب والعالم، لاكتشاف تجربة ثقافية وروحية تنبض بالحياة، وسط كثبان الرمال وتحت سماء الجنوب الصافية.

 

عروض موسيقية تجسد التعدد الثقافي

تميّز برنامج هذه الدورة بعروض موسيقية رفيعة المستوى، جمعت بين أصالة التراث المحلي وروح الإبداع المعاصر. فقد أبدع الفنان المغربي المقيم في المجر، سعيد تيشيت، في مزج أنغام أمازيغية وكناوية وحسانية، بأسلوب فني متجدد، كما أتحف الثنائي “سارة وإسماعيل” والجوق الموسيقي لمحمد علي أيلا جمهور المهرجان بألوان موسيقية متنوعة.

وكانت اللحظة الأقوى خلال السهرات الفنية، هي عودة فرقة “ناس الغيوان” إلى ركح الصحراء، حيث قدّمت عرضاً ملهماً تفاعل معه الحضور بحرارة، مجسّدة بذلك صلة وصل بين الأجيال وإرثاً فنياً يتجاوز حدود الزمن.

 

فضاء للتلاقي الثقافي والتنمية المستدامة

لم يكن المهرجان مجرد موعد فني، بل شكل منصة للتلاقي بين ثقافات متعددة، وعكس غنى التراث اللامادي للمنطقة. كما سلّط الضوء على قيم التعايش والتسامح والانفتاح، التي تشكّل جوهر الحياة الرحل.

ومن خلال أنشطته المختلفة، أبرز المهرجان أهمية النمط البدوي كرافعة للتنمية المستدامة، ومصدر إلهام في مجالات الفن والفكر والعلوم.

 

من محلي إلى عالمي

منذ انطلاقه سنة 2001، استطاع مهرجان الرحل أن يتحوّل إلى موعد ثقافي دولي بارز، يستقطب فنانين ومفكرين ومحبّي الصحراء من مختلف بقاع العالم.

وتسعى إدارة المهرجان إلى تعزيز مكانة محاميد الغزلان كوجهة ثقافية وسياحية، تجمع بين الأصالة والحداثة، عبر تنظيم فعاليات تسلط الضوء على القضايا البيئية، الاجتماعية والففنية المرتبطة بمجتمعات الرحل.

 

شراكات استراتيجية ودعم مؤسساتي

وقد نُظمت هذه الدورة من طرف الجمعية العالمية للرحل، بشراكة مع مجموعة من المؤسسات، من ضمنها عمالة إقليم زاكورة، المجلس الإقليمي، وزارة الثقافة، المكتب الوطني المغربي للسياحة، جهة درعة-تافيلالت، البنك الشعبي، المعهد الفرنسي بالمغرب، بريد المغرب، إلى جانب فاعلين خواص وجمعويين.

 

مستقبل واعد لمهرجان متجدد

مع كل دورة، يرسّخ مهرجان الرحل مكانته كحدث ثقافي وإنساني فريد في المشهد المغربي والعالمي، ويؤكد على قدرة الثقافة على تجاوز الحدود الجغرافية، وربط الإنسان بجذوره ومحيطه الطبيعي.