في قلب أحد أكثر الفضاءات حاجة إلى الأمل، وتحديدًا داخل جناح “أ” بالمستشفى الجامعي السويسي للأطفال بالرباط، اختارت الموسيقى أن تحضر، لا كترف فني، بل كرسالة إنسانية تنبض بالحنان وتهمس في أذن الألم بلحن الرجاء.
فعلى إيقاع مبادرة مشتركة بين كورال أنغام بالرباط، ومنظمة الكشاف العربي، ومؤسسة مدار للعلوم، نظم حفل موسيقي تربوي لفائدة الأطفال نزلاء الجناح، مساء يوم أمس، بمشاركة عدد من الفنانين المغاربة الذين حملوا في نوتاتهم نبرة دعم ومحبة.
وتقاسم الفنانون محمد نور، عزيز الزعزاع، منعم أجرار، وسلمى بوصبيح، المنصة مع أعضاء كورال أنغام، الذين قدموا فقرات موسيقية اختلط فيها الأداء بالغرض، والصوت بالرسالة. وقد خُصصت الفعالية لزرع لحظات من الدفء في يوميات الصغار، والتخفيف من وطأة الألم على الأمهات.
وبين الألحان، حضرت شخصيات محببة للأطفال كـ”ميكي ماوس” و”سبايدرمان”، عبر فريق متخصص في عروض المهرجين، أضفت لمسة مرحة وحيوية على أروقة المستشفى، وساهمت في خلق تفاعل تلقائي بين الأطفال والزوار.
الحفل لم يكن مناسبة فنية فقط، بل فرصة للتأكيد على أن الفعل الثقافي يمكن أن يكون جزءًا من الرعاية الإنسانية، وأن للموسيقى، حين تأتي صادقة، قدرة خفية على تحويل مساحات الوجع إلى فضاءات من أمل.
المنظمون لم ينسوا توجيه عبارات الامتنان إلى إدارة المستشفى والطاقم الطبي بجناح “أ”، من أطباء وممرضين وممرضات، على تعاونهم في إنجاح هذا النشاط الذي ارتقى برسالته، دون ضجيج، إلى مستوى العطاء النبيل.
هكذا، أثبتت أمسية واحدة أن الفن، حين يخرج من المسارح إلى المستشفيات، لا يفقد بريقه، بل يزداد حياة.
