نيران فوق الشرق الأوسط: صواريخ إيران تضرب العمق الإسرائيلي وواشنطن تحذر من فوضى شاملة

القضية بريس16 يونيو 2025آخر تحديث : منذ 6 أشهر
القضية بريس
الشرق الأوسطدولي‎
نيران فوق الشرق الأوسط: صواريخ إيران تضرب العمق الإسرائيلي وواشنطن تحذر من فوضى شاملة

شهدت مناطق إسرائيلية عدّة، أبرزها حيفا وكريات جات وتل أبيب، سقوط دفعات جديدة من الصواريخ الإيرانية، ضمن جولة متواصلة من التصعيد العسكري بين طهران وتل أبيب. وقد أسفر القصف عن تدمير مبانٍ، اندلاع حرائق، وسقوط عدد من الجرحى، بينما واصل الجيش الإسرائيلي اعتراض الهجمات، ودعا السكان إلى مغادرة الملاجئ بعد انحسار التهديد.

 

وأظهرت صور بثتها وسائل إعلام إسرائيلية اشتعال حرائق في مدينة حيفا نتيجة إصابة مبنيين، في حين سُجّلت إصابات في كريات جات، وسط أنباء عن عالقين تحت الأنقاض. وأكد الجيش الإسرائيلي اعتراض عدد كبير من الصواريخ، إلا أن بعضها أصاب أهدافاً مدنية، موضحاً أن القصف جاء من مناطق غربي إيران.

 

من جهتها، تحدثت مصادر إيرانية عن استهداف مواقع وصفتها بـ”مراكز اتخاذ القرار” داخل إسرائيل، تضمنت مواقع عسكرية وسكن قيادات، فيما التزمت تل أبيب الصمت تجاه هذه الادعاءات، معتبرة إياها “جزءاً من الحرب النفسية”.

 

مواقف دولية متباينة

 

الولايات المتحدة سارعت إلى توضيح موقفها، حيث نفت دعمها لأي محاولة لإسقاط النظام الإيراني، رغم تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي لمح فيها إلى أن العمليات العسكرية قد تؤدي إلى “تغيير النظام”. وأكدت واشنطن، على لسان مارك كيميت، نائب وزير الدفاع الأميركي السابق، أن تغيير الأنظمة بالقوة ليس من بين أهدافها.

 

في المقابل، لمّح الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام بين إيران وإسرائيل، رغم التصعيد، مشيراً إلى أن هناك اتصالات تجري لاحتواء الموقف وإعادة الأطراف إلى طاولة الحوار.

 

مخاوف من انهيار إقليمي

 

مجلة “فايننشال تايمز” حذّرت في تقرير حديث من أن انهياراً مفاجئاً للنظام الإيراني قد يؤدي إلى فوضى إقليمية واسعة النطاق. وتشير التقديرات إلى أن غياب انتقال منظم للسلطة في طهران سيكون له أثر بالغ على توازن القوى في الشرق الأوسط.

 

من جهته، اعتبر المحلل محمد صالح صدقيان أن التلميح بإسقاط النظام الإيراني محاولة للتغطية على حجم الضربات التي تلقتها إسرائيل، مؤكداً أن النظام في طهران لا يمكن أن يسقط بضربات جوية قصيرة الأمد.

 

أما الخبير السعودي أحمد الشهري، فرأى أن إسرائيل تسعى من خلال هذا التصعيد إلى ترميم جبهتها الداخلية، مشدداً على أن الضربات وحدها لا يمكن أن تُسقط نظاماً راسخاً.

 

موقف حازم من الأردن

 

في موقف لافت، شددت المملكة الأردنية على أنها لن تكون ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية، رافضة استخدام مجالها الجوي في أي عمليات عسكرية. وكشفت مصادر عن أن الدفاعات الأردنية أسقطت مسيّرات كانت تشكل تهديداً مباشراً لأمن البلاد.

 

مشهد مفتوح على جميع الاحتمالات

 

وفي ظل التصريحات المتبادلة بين التهديد والتهدئة، يظل مستقبل التصعيد بين إيران وإسرائيل مفتوحاً على سيناريوهات عديدة، وسط غياب أي مؤشرات ملموسة على تهدئة وشيكة، ما يعزز مخاوف دولية من توسع رقعة الحرب واندلاع صراع إقليمي شامل.

الاخبار العاجلة