بمعدل استثنائي بلغ 19.22 على 20، خطّ التلميذ يوسف الطويل اسمه بأحرف من ذهب في سجل التميز الدراسي الوطني، ليعتلي عرش البكالوريا بمدينة البئر الجديد، ويرفع راية الثانوية التأهيلية الإمام البخاري عالياً، ضمن لحظة تربوية مشرقة تعيد الأمل في مسارات التعليم وتشعل فخر الأهل والمؤطرين.
يوسف لم يكن تلميذاً عادياً في مساره، بل كان “صفوة الصفوة”، كما وصفه أساتذته، تلميذاً نحت طريقه بالحروف والأرقام، مفضّلاً عزلة الرياضيات ودهشة الفيزياء على ضجيج المجاملات، ووجد في المعادلات الهادئة صوته الخاص، حيث كل سؤال هو مغامرة، وكل جواب انتصار داخلي.
ينحدر يوسف من أسرة علمية قرآنية، يشهد لها تاريخها بالعطاء: أبٌ أستاذ جامعي محاضر بمعهد القراءات القرآنية بالرباط، وأمٌّ أستاذة بسلك الإعدادي، كلاهما شكّلا معاً محضنًا معرفيًا وروحيًا جعل من يوسف شابًا يحمل كتاب العلم بيمينه، وضميرًا نابضًا بحب الوطن في يساره.
في حديثه لـالقضية بريس، كان يوسف خجولاً كما اعتاد، فالكلمات لا تسعفه كما تفعل الجزيئات والتكاملات الرياضية، لكنه تحدّث بلغة العيون الواثقة، وابتسامة تقول: “الاجتهاد لا يخيّب”.
نجاحات من هذا النوع لا تُمجّد الأفراد فقط، بل تمجّد مؤسسات كاملة، وتدعو إلى تعزيز الثقة في المدرسة كمصنع للقيم والكفاءات، وإلى دعم المتفوقين ليكونوا سفراء حقيقيين للتفاني والمثابرة، يوسف الطويل لم ينجح فقط في امتحان البكالوريا، بل نجح في امتحان الأمل،
