قال خوسي ميغيل موراليس، المدير العام لمنظمة Andalucía Acoge، إن الهجرة أصبحت اليوم واحدة من القضايا الكبرى التي تتقاطع فيها السياسات الدولية والرهانات الاجتماعية، مشددًا على أن “لا يكاد يوجد بلد في العالم لا يتأثر بشكل مباشر أو غير مباشر بهذه الظاهرة، سواء باعتباره مصدرًا أو وجهةً للسكان المهاجرين”.
وفي تصريح خاص به جريدة القضية بريس الالكترونية، على هامش اللقاء الوطني حول “ترابية سياسات الهجرة”، في إطار مشروع “SûrMaRoute”، الذي يأتي بتمويل مشترك من الاتحاد الأوروبي، أشار موراليس إلى أن منظمته، التي تنشط في جنوب إسبانيا وتُعنى بالدفاع عن حقوق المهاجرين وتعزيز قيم التعايش، تولي اهتمامًا خاصًا بتجربة المملكة المغربية، موضحًا أن “المغرب يُعدّ أول بلد من حيث عدد مواطنيه المقيمين في منطقة الأندلس، لكنه في الوقت نفسه أصبح بلد استقبال لعدد متزايد من المهاجرين القادمين من إفريقيا جنوب الصحراء”.
وأضاف المتحدث أن هذا الوضع الفريد يجعل من التجربة المغربية في مجال تدبير الهجرة “حالة مميزة وجديرة بالمتابعة والدراسة”، مبرزًا أن “من المهم جدًا أن نطّلع على كيفية إدارة هذه التحولات السكانية من طرف الحكومات المحلية في المغرب، وما هي الحلول والسياسات التي يتم تبنيها لمواجهة التحديات المصاحبة”.
وأكد المدير العام لـAndalucía Acoge أن العلاقة بين المغرب وإسبانيا “ليست فقط علاقة جوار، بل علاقة أخوة وتاريخ مشترك”، مشيرًا إلى أن “الأندلس، بحكم موقعها الجغرافي وتركيبتها السكانية، ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالمملكة المغربية، مما يجعل من تبادل الخبرات والتجارب بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط فرصة حقيقية لبناء مستقبل أكثر عدلاً وإنصافًا لجميع الأطراف”.
وختم موراليس تصريحه بالتأكيد على أهمية تعزيز سبل التعاون بين الفاعلين المحليين والمؤسسات المدنية في البلدين، من أجل بلورة حلول مشتركة للهجرة، قائمة على احترام الكرامة الإنسانية، وتحقيق الاندماج الحقيقي للمهاجرين داخل مجتمعات الاستقبال.
