تشهد أوروبا الغربية والجنوبية موجة حر مبكرة وغير مسبوقة تمتد من البرتغال واليونان إلى ألمانيا والنمسا، مع تسجيل درجات حرارة قياسية في عدة دول، وسط تحذيرات دولية من تأثيرات هذه الموجة التي وصفتها الأمم المتحدة بـ”القاتل الصامت”.
ففي فرنسا، وخصوصًا باريس، تم إعلان حالة تأهب قصوى باللون الأحمر للمرة الأولى منذ خمس سنوات، مع توقعات بدرجات حرارة تصل إلى 38 درجة مئوية، مما أدى إلى حظر استخدام السيارات الملوثة وإغلاق الجزء العلوي من برج إيفل، إلى جانب فتح المتنزهات ليلاً لتخفيف حدة الحر.
وقد سجل شهر يونيو 2025 رقماً قياسياً كأكثر شهور يونيو حرارة في تاريخ حوض البحر الأبيض المتوسط، حيث تجاوزت الحرارة في إسبانيا وأماكن أخرى مستويات قياسية سابقة.
وفي دول مثل هولندا وألمانيا، أغلق العديد من المدارس وتم اتخاذ إجراءات استثنائية لمواجهة الحر الشديد، الذي لم تنخفض درجة حرارته بشكل كافٍ ليلاً، مما يزيد من خطورة تأثيره على الصحة العامة.
خبراء المناخ يؤكدون أن التغير المناخي هو السبب الرئيسي في تفاقم هذه الظاهرة، مشيرين إلى أن أوروبا ترتفع فيها درجات الحرارة بوتيرة أسرع من المتوسط العالمي بسبب عوامل عدة منها ذوبان الجليد في القطب الشمالي وتحسن جودة الهواء مما يزيد من شدة الشمس.
هذه الموجة تضع ملايين الأشخاص في مواجهة تحديات صحية وبيئية، وتفرض ضرورة تعزيز تدابير الوقاية والتكيف مع الظواهر المناخية المتطرفة التي باتت أكثر تكراراً.







































