تعرف قرى الجنوب الشرقي عددا كبيرا من الأعراس خلال هذه سنة، أو بحلول عيد الأضحى، وذلك لتوافد الأسر والعائلات، وكذا فئة الشباب، القاطنون خارج المنطقة أو بالمدن الكبرى واللذين لا يَحضون بفرصة العودة لقراهم وأحضان أسرهم إلا في هذه الفترة من السنة.
وككل قرى زاكورة تمتاز أملال، التابعة لجماعة أيت ولال والتي تقع بين منطقتي النقوب وتازارين، بتقاليدها وعاداتها الفريدة من نوعها والغنية.
تتميز هذه المنطقة بأسلوب خاص في طريقة تسيير أعراسها ، حيث يبدأ العرس الأمازيغي العريق عند أهل العروس في صباح اليوم الأول بحناء ” تسليت ” وهي العروس ، وذلك بحضور أفراد عائلتها و أقاربها، بعد الإفطار يمر الصباح بأهازيج كأنه كرنفال افتتاحي، على لسان ” تفراحين ” تتردد كلمات شعرية من التراث المحلي، وهكذا يتم إلى حين وصول المساء ليؤذن بموعد إنطلاق العرس، بكل تقاليد المنطقة وعاداتها،
وبعد وجبة العشاء، تخرج العروس لتجلس وسط الحاضرين ويقومون لها بعض النساء بما يسمى ب ” أوغمان ” اخفاء وجهها، مرفوقة بأهازيج ” تغراتين” و ” هيرو ” مع أحيدوس الذي يستمر حتى طلوع شمس اليوم الموالي. وكذلك أهل العريس يقومون بنفس الشيئ في نفس الليلة للعريس في بيتهم ” أوغمان ” ، إلا أن هذا الأخير لا يقومون بإخفاء وجهه بل بوضع بعض الحناء على يديه و رجليه من قبل ، لتتحول إلى وضع ماء الورد حاضرا ، و كذا ” تازولت ” ( الكحل ) على عينيه و أيضا وضع ما يسمى ب “تكرزيت ” على رأسه و إلباسه الجلباب والسلهام.
وفي اليوم الثاني من العرس يستقبل أهل العريس أهل العروس وأقاربها بمنزلهم بعد مرور ” تاناكا “( مغادرة بيتها إلى بيت الزوج دون قدوم الأب )، مع الاحتفال الكرنفالي الذي يسير بالعروس إلى بيت زوجها.
ويشهد اليوم الثالت والأخير الاجتماع الاخير بين كل أطياف القبيلة، وهو ما يسمى ب ” أزنزي ” عادة من العادات في العرس القروي بمنطقة أملال، وفي المساء يتم القيام بأوغمان للمرة الثانية ، لكن هذه المرة للكشف عن وجه العروس بعد تزيينها “بالزعفران ” حول عينيها و ” تازوطا ” فوق حواجبها، وتنتهي هذه العادة ب ” أمزيد “، تخرج فيه العروس إلى خارج المنزل، ورمي اللوز في كل جوانبها ليلتقطه المتواجدين ، ليكون الطقس المتمم للعرس هناك مع إيقاع الاحيدوس.
