شهد مركب مبادرات خريبكة ثلاث ماسترات كلاس استثنائية ضمن فعاليات الدورة العاشرة للمهرجان الدولي لمسرح الرواد، الممتد الذي تختتم فعاليته اليوم الأحد 3 غشت الجاري، تحت شعار: “نمشيو نتفرجوا في المسرح”. هذه اللقاءات الموازية أضاءها ثلاثة من أبرز نجوم الساحة الفنية المغربية: بديعة الصنهاجي، مالك أخميس، وأمين ناسور، بعد تعذّر حضور النجم يوسف الجندي لظروف عائلية. الماستر كلاس التي أطرها المخرج عبد الفتاح عاشق والفنان فريد الركراكي، جذبت جمهورًا متنوعًا من فنانين ومخرجين وطلبة فنون ومهتمين بالشأن الثقافي.
افتتحت اللقاءات بماستر كلاس الفنانة المتألقة بديعة الصنهاجي، التي تقاسمت مع الحضور محطات من مسارها الفني، متوقفة عند أبرز لحظاتها وتجاربها في المسرح والتلفزيون والسينما. تحدثت عن التحديات التي واجهتها، وعن تأثير النجومية على مسار الفنان، مؤكدة أن المسرح هو المقياس الحقيقي لموهبة الممثل، وأن الفن رسالة تربوية وأخلاقية لا تقل أهمية عن المدرسة والمنزل. كما أشارت إلى أن الإنتاج المسرحي في المغرب موجود، لكن الصناعة السينمائية أصبحت تستقطب الاستثمار أكثر من المسرح بسبب هيمنة من سمتهم بـ”أصحاب الشكارة” على المشهد الفني.

الماستر كلاس الثاني قدّمه الفنان المبدع مالك أخميس، الذي عاد بالجمهور إلى بداياته مع المسرح الجامعي في كلية الآداب بنمسيك، قبل أن يشق طريقه إلى فرنسا لمتابعة التكوين الفني بمعهد المسرح ومدرسة Théâtre du Soleil. استعرض أخميس تجربته بين المسرح والسينما، كاشفًا عن شغفه بالأدوار المركبة، ومؤكدًا أن المعاناة جزء من حياة الممثل لكنها تصقل موهبته. كما ناقش ظاهرة غياب الرواد وصعود المؤثرين على حساب الفنانين المحترفين، إلى جانب تأثير تكرار الأدوار على مسار الممثل واختياراته الفنية.
أما الماستر كلاس الثالث فكان مع الفنان والمخرج المسرحي أمين ناسور، الذي تحدث عن تجربته مع الراحل الطيب الصديقي وبداياته مع الجمعية المغربية للتربية ودار الشباب عين الشق وجامعة الحسن الثاني، قبل أن يلتحق بالمعهد العالي للتنشيط الثقافي. أبرز ناسور أهمية التكوين الفني إلى جانب الموهبة، مؤكدًا أن أعماله تمزج بين خريجي المعاهد المسرحية والممثلين العصاميين الباحثين عن صقل مهاراتهم. كما استعرض أبرز أعماله المسرحية المتوجة محليًا وعربيًا ودوليًا، موضحًا رؤيته الإخراجية التي تقوم على البحث الدائم عن “المادة الخام” في الأداء التمثيلي.

هذه اللقاءات المفتوحة كانت فرصة نادرة لعشاق المسرح والطلبة والمبدعين للقاء نجومهم المفضلين في فضاء تفاعلي يجمع بين التعلم والحوار والإلهام. وفي ختامها، أجاب الفنانون الثلاثة عن أسئلة الحضور المتعلقة بمسارهم وتجاربهم الفنية وقضايا الممارسة المسرحية بالمغرب، في أجواء تميزت بالتلقائية والحب والاحترام المتبادل بين الفنانين وجمهورهم.
















































