تشهد الأزمة الأوكرانية تصعيداً غير مسبوق على المستويين السياسي والعسكري، مع اقتراب انتهاء المهلة التي وضعها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لموسكو لاتخاذ خطوات حاسمة نحو إنهاء الحرب. فقد أعلن ترامب، الأحد 4 غشت 2025، عن زيارة مرتقبة لمبعوثه الخاص ستيف ويتكوف إلى موسكو، بالتزامن مع هجوم أوكراني بطائرات مسيرة استهدف مستودع نفط في مدينة سوتشي الروسية وأدى إلى اندلاع حريق كبير.
هذا التزامن يعكس ضغوطاً متزايدة على الكرملين من الجبهتين الدبلوماسية والميدانية، في وقت ترتفع فيه حدة التوتر الدولي وتهديدات واشنطن بالتصعيد النووي.
ضغوط أميركية متصاعدة على موسكو
في مؤتمر صحفي، أكد ترامب أن الغواصتين النوويتين الأميركيتين اللتين أمر بنشرهما “باتتا في المنطقة”، في إشارة واضحة إلى استعداد واشنطن للرد إذا لم تتجاوب موسكو. كما لوّح بفرض عقوبات اقتصادية جديدة قد تمتد إلى شركاء روسيا التجاريين مثل الصين والهند، في خطوة تعكس مقاربة شاملة للضغط على الكرملين سياسياً واقتصادياً وعسكرياً.
زيارة دبلوماسية محفوفة بالمخاطر
تأتي زيارة المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف إلى موسكو في ظل تعثر مسار التسوية وفشل المحاولات السابقة لإعادة بناء الثقة بين واشنطن وموسكو.
ورغم اللقاءات المتكررة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ما زالت موسكو متمسكة بمطالبها، وعلى رأسها تنازل أوكرانيا عن أراضٍ والتخلي عن طموحها في الانضمام إلى الناتو، وهي شروط تجعل أي اختراق دبلوماسي صعب التحقيق.
قراءة استراتيجية لتزامن التصعيدين
يرى الدكتور خالد شيات، أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية، أن تزامن إرسال مبعوث ترامب مع الهجوم الأوكراني على سوتشي “يصعب اعتباره نتيجة تنسيق مباشر، لكنه قد لا يكون بعيداً عن علم الإدارة الأميركية”.
واضاف شيات أن هذا التطور يدخل ضمن استراتيجية الضغط المزدوج على موسكو، عبر الجمع بين التحرك الميداني والدبلوماسي لدفعها إلى مراجعة موقفها من استمرار الحرب.
تهديدات نووية ومخاطر عالمية
يشير أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية، إلى أن واشنطن أصبحت أكثر صرامة في تحميل روسيا المسؤولية عن استمرار الحرب، مع تلميحها إلى تزويد أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى قد تضرب العمق الروسي، وهو ما قد يغيّر قواعد المواجهة.
في المقابل، تلوّح موسكو بخيارات أكثر تطرفاً، بينها الاستخدام المحدود أو الواسع للأسلحة النووية، ما يرفع مستوى المخاطر الإقليمية والعالمية إلى حد غير مسبوق منذ بداية الحرب.
ويضيف شيات أن الدور الأوروبي حاضر ولكن بحذر، إذ بدأت بعض العواصم الأوروبية تتكيف مع واقع الحرب الطويلة وتقدّم دعماً محسوباً لكييف، خصوصاً بعد وصول ترامب إلى الحكم.
هذا التحول التدريجي يعكس تزايد القناعة الأوروبية بأن الصراع قد يطول، مع محاولات لتجنب مواجهة مباشرة مع روسيا.
أزمة مفتوحة على كل الاحتمالات
في ظل هذا التصعيد السياسي والعسكري المتزامن، تبدو الأزمة الأوكرانية مقبلة على مرحلة بالغة التعقيد والخطورة.
تداخل التحركات العسكرية، التهديدات النووية، والدبلوماسية المأزومة يجعل مستقبل الصراع مفتوحاً على كل السيناريوهات، مع ارتفاع المخاطر الإقليمية والدولية في حال فشل أي مسار تفاوضي محتمل.







































