جدّد حزب “أومكونتو وي سزوي” الذي يقوده الرئيس الجنوب إفريقي السابق جاكوب زوما دعمه لمقترح الحكم الذاتي المغربي كحل نهائي لنزاع الصحراء، داعياً وزارة العلاقات الدولية والتعاون في بلاده إلى التوقف عن لعب دور “الذراع الدعائي” لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم.
وجاء هذا الموقف خلال ندوة صحفية عقدها الحزب في جوهانسبورغ، خُصصت للرد على الجدل الذي أثارته زيارة زوما إلى المغرب الشهر الماضي، والتي رافقتها انتقادات رسمية وحزبية في بريتوريا.
وأوضح الرئيس الوطني للحزب ناثي نهليكو أن زيارة زوما إلى الرباط كانت امتداداً لمشاورات انطلقت عام 2017 مع الملك محمد السادس، بهدف تطبيع العلاقات بين البلدين. وأكد أن منح سكان الصحراء حكماً ذاتياً موسعاً تحت السيادة المغربية يُعد حلاً عملياً وقابلاً للتطبيق، ويحظى بدعم متزايد من دول إفريقية، من بينها بلدان الساحل التي يعتزم زوما زيارتها قريباً.
كما كشف أن برنامج الزيارة شمل جولة في ميناء طنجة المتوسط، الذي وصفه بالأفضل أداءً في إفريقيا، وبحث فرص تدريب وتأهيل للخريجين البحريين الجنوب إفريقيين، إضافة إلى لقاءات مع مسؤولي مجموعة “رونو” لتعزيز فرص توظيف خريجي الهندسة الميكانيكية، وإبرام اتفاق شراكة مع أكاديمية الملك محمد السادس لكرة القدم للاستفادة من التجربة المغربية في تكوين المواهب الرياضية.
وجاء رد الحزب بعد بيان لوزارة العلاقات الدولية والتعاون الجنوب إفريقية، اعتبرت فيه أن استخدام العلم الوطني في لقاء زوما مع وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة يوم 15 يوليوز 2025 يشكل انتهاكاً للأعراف الدبلوماسية، نظراً لكون زوما يمثل حزباً معارضاً ولا يحمل صفة رسمية.
كما أعرب حزب المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم عن رفضه لما قام به زوما، واصفاً إياه بالخيانة وتقويض الموقف الداعم لجبهة البوليساريو، وهو ما أثار ردود فعل واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر نشطاء أن العلم رمز لجميع المواطنين وليس ملكاً للحزب الحاكم، فيما دافع آخرون عن زوما وذكّروا بدوره السابق كرئيس للبلاد.
ويُعد هذا الموقف من زوما وحزبه تحولاً نوعياً في السياسة الجنوب إفريقية تجاه ملف الصحراء، حيث أكد البيان الختامي لزيارته إلى المغرب أن مبادرة الحكم الذاتي المغربية تمثل مساراً واقعياً وذا مصداقية يحقق السيادة المغربية مع ضمان حكم ذاتي موسع لسكان الإقليم، منسجماً مع مواقف قوى دولية كبرى. كما وصف المسيرة الخضراء بأنها حركة تحرر سلمية، وشدد على أن الصحراء كانت جزءاً من المغرب قبل الاستعمار الإسباني، داعياً المجتمع الدولي إلى دعم هذا الحل لإنهاء أحد أقدم النزاعات في إفريقيا.








































