غزة تحت رحمة الجوع: أزمة غذائية تحاصر نصف مليون شخص

القضية بريس11 أغسطس 2025آخر تحديث : منذ 4 أشهر
القضية بريس
الشرق الأوسطدولي‎
غزة تحت رحمة الجوع: أزمة غذائية تحاصر نصف مليون شخص
القضية بريس

حذر برنامج الأغذية العالمي من تصاعد أزمة الجوع وسوء التغذية في قطاع غزة، حيث وصلت إلى مستويات غير مسبوقة منذ بداية النزاع الحالي. وفقًا لتقارير صادرة حتى غشت 2025، يعاني أكثر من ثلث سكان القطاع من انعدام الطعام لأيام متتالية، بينما يواجه نحو نصف مليون شخص أوضاعًا غذائية حرجة تقترب من حالة المجاعة. هذه الأزمة تتفاقم بفعل الحصار الاقتصادي المستمر، تدمير البنية التحتية، ونقص الموارد الأساسية، مما أدى إلى تدهور سريع في الأوضاع الإنسانية والغذائية في القطاع.

 

تُعد الفئات الأكثر ضعفًا، كالطفال دون سن الخامسة والنساء الحوامل والمرضعات، الأكثر تأثرًا بهذه الأزمة. حيث أظهرت بيانات الأمم المتحدة أن أكثر من 320 ألف طفل يعانون من سوء تغذية حاد، بالإضافة إلى أن حوالي 40% من النساء الحوامل والمرضعات يعانين من نقص حاد في الغذاء والعناصر الغذائية الأساسية، ما يهدد صحتهن وصحة أطفالهن. خلال شهري يونيو ويوليو 2025، تم إدخال أكثر من 11 ألف طفل لتلقي العلاج من حالات سوء التغذية، وهو رقم قياسي منذ بداية الأزمة.

 

ارتفاع معدلات الوفيات والتدهور الصحي المرتبط بسوء التغذية

تشير الإحصائيات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة في غزة إلى ارتفاع مقلق في عدد الوفيات الناتجة عن سوء التغذية. ففي يوليو 2025 فقط، تم تسجيل 63 حالة وفاة بسبب سوء التغذية، من بينها 24 حالة وفاة لأطفال دون سن الخامسة. وبحسب وزارة الصحة، بلغ إجمالي الوفيات المرتبطة بسوء التغذية منذ بداية العام 212 حالة، منها 98 وفاة بين الأطفال، مما يعكس تفاقم الأزمة الصحية.

 

إلى جانب ارتفاع الوفيات، تشهد غزة تفشي أمراض مرتبطة بسوء التغذية ونقص الفيتامينات والمعادن، التي تؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة وزيادة معدلات المرض. وتضع هذه الأوضاع نظام الصحة في القطاع تحت ضغط هائل، في ظل نقص حاد في المستلزمات الطبية ومواد الدعم، وتدهور البنية التحتية الصحية.

 

تحديات إيصال المساعدات الإنسانية والدعوات الدولية للتحرك

تواجه جهود المنظمات الإنسانية في غزة صعوبات بالغة نتيجة الحصار المشدد والقيود الأمنية المفروضة، التي تؤثر على دخول الشاحنات المحملة بالمساعدات الغذائية والطبية. وأدت هذه العراقيل إلى تعطيل وصول العديد من الشحنات الحيوية، فضلاً عن تعرض بعض المساعدات للنهب أو التأخير بسبب انعدام الأمن والاضطرابات. ويعاني سكان القطاع من نقص حاد في الوقود، ما يؤثر سلبًا على تشغيل المستشفيات ومرافق المياه والصرف الصحي، ويزيد من تفاقم الأزمة.

 

تُظهر تقارير تصنيف مراحل الأمن الغذائي المتكامل (IPC)، المدعومة من منظمة أمريكية دولية، تجاوز بعض مناطق شمال غزة لمعايير المجاعة، رغم عدم توفر بيانات كافية للإعلان الرسمي عنها. في هذا السياق، تدعو المنظمات الدولية إلى رفع الحصار وفتح ممرات آمنة لإدخال المساعدات، وزيادة الدعم لبرامج التغذية العلاجية التي تستهدف الفئات الأكثر عرضة للخطر، خصوصًا الأطفال والنساء الحوامل. كما تؤكد هذه المنظمات على أهمية وقف فوري لإطلاق النار لتسهيل إيصال المساعدات وضمان سلامة المدنيين في ظل الأوضاع الإنسانية المتدهورة.

الاخبار العاجلة