تستمر حرائق الغابات في شمال كاليفورنيا في التوسع، حيث أتى حريق “بيكيت” على أكثر من 6803 فدانًا (حوالي 2750 هكتارًا) من الأراضي حتى صباح الأحد 24 أغسطس. رغم الجهود المبذولة، لم تتجاوز نسبة احتواء الحريق 11% فقط، مما يعكس حجم التحدي الذي تواجهه فرق الإطفاء.
تزامنت الحرائق مع ظروف مناخية صعبة تشمل درجات حرارة مرتفعة وجفاف مستمر، وهو ما ساعد على انتشار النيران بسرعة كبيرة، وجعل السيطرة عليها أكثر صعوبة. كما أدى تصاعد الأدخنة بكثافة إلى تلوث الهواء في مناطق شمال كاليفورنيا، مع تحذيرات من مشكلات تنفسية وحساسية للذين يعانون من أمراض القلب والرئة، وفق تحذيرات إدارة جودة الهواء في خليج سان فرانسيسكو.
أعلنت فرق الطوارئ عن تعبئة أكثر من 1200 من رجال الإطفاء، مدعومين بآليات برية وطائرات مروحية، في محاولة لإبطاء زحف النيران وحماية المناطق السكنية. كما جرى نشر معدات ثقيلة لفتح ممرات عازلة بين النيران والمنازل، خصوصًا في مناطق مثل وادي بوب وأتنا سبرينغز.
وفي موازاة ذلك، صدرت أوامر إخلاء إلزامية لعشرات الأسر القاطنة بالقرب من محيط الحريق، وسط تهديد مباشر لحوالي 500 منزل. وتخشى السلطات من أن يتسع نطاق الحرائق بشكل أكبر إذا استمرت الظروف المناخية الحالية، وسط خشية من آثار صحية طويلة المدى على السكان بسبب الدخان والجسيمات الدقيقة في الهواء.
المشهد يعيد إلى الأذهان حرائق عام 2020، حين دمرت النيران آلاف البيوت في حريق “غلاس فاير”، وهو ما يثير المخاوف من تكرار المأساة ذاتها في ظل استمرار التغيرات المناخية التي تضاعف من حدة هذه الكوارث الطبيعية.
بينما تتواصل الجهود البرية والجوية لاحتواء الحرائق، يبقى سكان شمال كاليفورنيا في حالة ترقب وقلق من امتداد ألسنة اللهب وتدهور جودة الهواء، في وقت يطالب فيه خبراء البيئة بضرورة تعزيز خطط الوقاية والاستعداد المبكر لمواجهة حرائق الغابات التي باتت تتكرر كل صيف بشكل أكثر شدة بفعل التغيرات المناخية.
