تشهد العاصمة الفرنسية باريس حالة استنفار أمني غير مسبوقة، عقب حادث سطو جريء استهدف صباح الأحد مجموعة من المجوهرات الثمينة داخل متحف اللوفر، أحد أبرز المعالم الثقافية والسياحية في العالم، في عملية وُصفت بأنها محكمة التنفيذ وسريعة للغاية.
ووفق معطيات أولية نقلتها وكالة فرانس برس عن مصادر أمنية، فإن عملية السرقة نُفذت في ظرف لا يتجاوز عشر دقائق، ما بين الساعة التاسعة والنصف والتاسعة وأربعين دقيقة صباحاً، بعدما تمكن عدد من الجناة من الوصول إلى القاعة المستهدفة عبر مصعد الشحن الداخلي للمتحف.
وأوضحت المصادر ذاتها أن منفذي العملية كانوا مجهزين بـ منشار كهربائي صغير استخدموه في فتح الخزائن التي كانت تحتوي على قطع مجوهرات نادرة ذات قيمة فنية وتاريخية عالية، قبل أن يلوذوا بالفرار في اتجاه غير معروف، دون تسجيل أي مواجهة مباشرة مع عناصر الأمن أو إصابات في صفوف العاملين.
ولا تزال السلطات الفرنسية بصدد تقييم حجم الخسائر وتحديد القيمة الإجمالية للقطع المسروقة، في وقت فتحت فيه الشرطة القضائية بمديرية باريس تحقيقاً موسعاً تحت إشراف النيابة العامة المختصة بالجرائم المنظمة.
ويعتمد التحقيق، بحسب المصادر ذاتها، على تحليل صور كاميرات المراقبة ومسارات الدخول التقنية داخل المتحف، مع إجراء عمليات تمشيط في محيط اللوفر ونقاط الخروج القريبة من المنطقة السياحية.
ويُعد متحف اللوفر من أكثر المواقع حماية في أوروبا، وتخضع مقتنياته لنظام أمني معقد، ما يجعل هذه العملية — وفق المراقبين — واحدة من أجرأ عمليات السطو في تاريخ المتحف الذي يستقبل ملايين الزوار سنوياً من مختلف أنحاء العالم.
