قرر مجلس الأمن الدولي تأجيل الجلسة التي كانت مقررة، اليوم الخميس، لمناقشة ملف بعثة الأمم المتحدة في الصحراء المغربية (المينورسو)، بسبب المستجدات الميدانية المتسارعة في السودان، حيث سحب المجلس من برنامجه الرسمي موعد الجلسة التي كانت مبرمجة عند الساعة العاشرة صباحاً بتوقيت نيويورك.
وحسب ما أظهره الجدول المحدث لأجندة مجلس الأمن على موقع الأمم المتحدة، فقد تم حذف الخانة الخاصة بجلسة “المينورسو” ضمن جدول يوم 30 أكتوبر، لتعويضها باجتماع طارئ حول الوضع الإنساني والأمني في السودان، الذي يشهد تصعيداً عسكرياً واسعاً بين الجيش وقوات “الدعم السريع”، خلّف مئات الضحايا المدنيين بينهم نساء وأطفال.
وأكدت القناة الرسمية للأمم المتحدة أن النقاش داخل المجلس انصبّ صباح اليوم على تطورات الأزمة السودانية، مما يعني رسمياً تأجيل مناقشة القرار الخاص بالصحراء المغربية إلى موعد لاحق، يُرجّح أن يكون يوم غد الجمعة، في انتظار التحديد الرسمي من قبل رئاسة المجلس.
ويعد هذا التأجيل إجراءً غير استثنائي في أجندة مجلس الأمن، إذ كثيراً ما تُرحّل الجلسات المقررة بسبب طوارئ دولية أو نزاعات مستجدة، خصوصاً تلك التي تتعلق بالحروب والنزاعات ذات الطابع الإنساني العاجل.
ومن المنتظر أن يُعلن المجلس خلال الساعات المقبلة عن الموعد الجديد للجلسة الخاصة بالمينورسو، التي ستُتوج بعملية التصويت على مشروع القرار الأمريكي المتعلق بتمديد ولاية البعثة ودعم المسار السياسي لإيجاد حل نهائي للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية.
ووفقاً لمصادر دبلوماسية وتسريبات من مشروع القرار الجاري تداوله بين أعضاء المجلس، فقد احتفظ النص الجديد بجوهر الموقف الداعم لمبادرة الحكم الذاتي المغربية كأرضية واقعية وذات مصداقية للتفاوض، مع إدخال تعديلات تقنية محدودة جرى التوافق حولها خلال المشاورات المغلقة الأخيرة.
وتشير الصيغة الحالية إلى أن مجلس الأمن يدعو الأطراف المعنية – المغرب، الجزائر، البوليساريو، وموريتانيا – إلى استئناف المفاوضات دون شروط مسبقة، على أساس مقترح الحكم الذاتي المغربي، بهدف التوصل إلى حل سياسي نهائي ومقبول من الجميع قبل انتهاء الولاية الجديدة لبعثة المينورسو.
كما يدعو القرار المرتقب إلى تمكين الأمين العام للأمم المتحدة من تقديم إحاطات دورية كل ستة أسابيع حول تطور المفاوضات، مع رفع توصيات مستقبلية بشأن مهام البعثة واحتمال تعديل ولايتها أو إنهائها بناءً على نتائج العملية السياسية.
ويتجه مجلس الأمن، بحسب مصادر دبلوماسية في نيويورك، إلى تمديد ولاية بعثة المينورسو لسنة إضافية، مع التشديد على احترام وقف إطلاق النار والالتزام بالاتفاقيات العسكرية السارية، محذراً من أي تصعيد ميداني قد يهدد الاستقرار الإقليمي في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل.
