في لحظة وُصفت بأنها تحول استراتيجي غير مسبوق في مسار نزاع الصحراء المغربية، أقرّ مجلس الأمن الدولي القرار رقم 2797 الذي يكرّس مبادرة الحكم الذاتي كحلٍّ وحيد واقعي وعملي تحت السيادة المغربية. وهو القرار الذي اعتبرته الأستاذة مريم بوجعبوط، المحاضرة بالجامعة الإسلامية بولاية مينيسوتا الأمريكية – فرع السنغال، “انتصاراً تاريخياً يهزّ أركان الدبلوماسية في المنطقة”، ويعيد الاعتبار لمغربٍ صمد، واشتغل بصبرٍ وذكاء، حتى فرض قضيته على جدول أولويات المنتظم الدولي.
وقالت بوجعبوط في تصريحها لجريدة القضية بريس الالكترونية، إن الفرحة التي يعيشها المغاربة اليوم ليست فرحة قرار أممي فقط، بل لحظة وفاء لأرواح الأجداد الذين حفظوا الأرض وصانوها بدمائهم، مؤكدة أن هذا القرار يجسد تتويجاً لمسار طويل من النضال الدبلوماسي والسياسي، قاده جلالة الملك محمد السادس برؤية متبصرة، ومقاربة شمولية مزجت بين الدبلوماسية السياسية والاقتصادية والإنسانية والثقافية وحتى الرياضية.
وأضافت الأستاذة الجامعية أن تصويت مجلس الأمن لصالح المغرب يمثل نصراً دبلوماسياً بالغ الأهمية، لأنه أعاد التأكيد، بوضوح، أن مبادرة الحكم الذاتي هي الأساس الواقعي والعملي للحل النهائي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، مشيرة إلى أن الأغلبية الساحقة من الأعضاء دعمت القرار، وهو ما يعكس تزايد الثقة الدولية في رؤية المغرب وواقعية مقاربته السياسية.
وفي قراءتها لامتناع بعض الدول عن التصويت، شددت بوجعبوط على أن ذلك لا يُعد تراجعاً أو تحفظاً على الموقف المغربي، بل مكسباً حقيقياً، لأن هذه الدول اختارت الحياد الإيجابي بدل استعمال حق الفيتو، ما أتاح تمرير القرار في أجواء توافقية نادرة داخل مجلس الأمن.
وأكدت بوجعبوط أن القرار الأممي الأخير هو لبنة جديدة في ترسيخ الشرعية الدولية لمبادرة الحكم الذاتي، ودليل على أن المجتمع الدولي بات مقتنعاً بأن الحل في الصحراء لا يمكن أن يقوم على الأوهام ولا على الخطابات الحماسية، بل على التفاوض الجاد والمسؤول الذي يقوده المغرب منذ سنوات بثباتٍ وثقةٍ في النفس.
وختمت تصريحها بقولها إن المغرب، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، يواصل كتابة فصل جديد من تاريخه الوطني المجيد، فصلٌ عنوانه الوفاء للأرض، والإيمان بالوحدة، والتمسك بالسيادة الوطنية في وجه كل محاولات التشويش والتضليل.







































