افتُتحت، يوم الثلاثاء، بمدينة الجديدة، فعاليات الدورة السادسة والعشرين لمعرض “دواجن 2025”، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، بمركز المعارض محمد السادس، تحت شعار: “الابتكار والاستدامة: تحديات جديدة لقطاع الدواجن”.
وترأس حفل الافتتاح وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أحمد البواري، بحضور عدد من الشخصيات الرسمية والاقتصادية والدبلوماسية، من ضمنهم الكاتب العام لعمالة إقليم الجديدة، ورئيسة جماعة الحوزية، وسفير جمهورية مالي بالمغرب، ورئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، ورئيس الكونفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية (كومادير)، ورئيس مجموعة القرض الفلاحي للمغرب، ورئيس الفيدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن.
ويعد هذا المعرض، الذي تنظمه الفيدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن، أحد أبرز الفعاليات المهنية في مجال الإنتاج الحيواني بالمغرب وإفريقيا. فهو يشكل فضاءً لتبادل الخبرات والتقنيات الحديثة، ومناسبة لتطوير الشراكات وتشجيع الاستثمار، إلى جانب تسليط الضوء على أحدث الابتكارات في مجال تربية الدواجن وتحفيز الصادرات نحو الأسواق الإفريقية.
ويمتد المعرض على مساحة تفوق عشرة آلاف متر مربع، بمشاركة أكثر من 450 عارضاً وعلامة تجارية، ويستقطب حوالي 14 ألف زائر من داخل المغرب وخارجه، ما يؤكد مكانته كموعد سنوي قارّ ومَرجع للمهنيين منذ إحداثه سنة 1998.
ويحتل قطاع الدواجن مكانة استراتيجية ضمن منظومة الإنتاج الحيواني الوطني، إذ بلغت إنتاجيته سنة 2024 حوالي 734 ألف طن من اللحوم البيضاء و5.6 مليارات بيضة للاستهلاك، مما يغطي مجمل حاجيات السوق الوطنية ويمثل أكثر من 55 بالمائة من إجمالي استهلاك اللحوم بالمغرب. كما يدر القطاع رقم معاملات سنوي يفوق 45 مليار درهم، ويوفر ما يقارب 156 ألف منصب شغل مباشر و359 ألف منصب غير مباشر، مما يجعله رافعة أساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، خصوصاً في المناطق القروية.
ويأتي تنظيم هذه الدورة في إطار الدينامية التي يعرفها القطاع ضمن تنفيذ استراتيجية “الجيل الأخضر 2020–2030”، التي تروم تعزيز تنافسية واستدامة السلاسل الفلاحية. وفي هذا السياق، يندرج عقد البرنامج 2021–2030 الموقّع بين الوزارة والفيدرالية البيمهنية، والذي يهدف إلى بلوغ إنتاج 912 ألف طن من اللحوم البيضاء و7.6 مليارات بيضة للاستهلاك في أفق سنة 2030، إلى جانب خلق نحو 600 ألف منصب شغل مباشر وغير مباشر، من خلال تحديث وحدات الإنتاج، وهيكلة قنوات التسويق، وتطوير مشاريع التجميع، وتعزيز التأطير التقني والصحي للمهنيين.
ويمثل معرض “دواجن 2025” واجهة للخبرة المغربية في مجال تربية الدواجن، وفرصة لتعزيز التعاون جنوب–جنوب، من خلال استضافة وفود إفريقية تمثل منظمات وفيدراليات مهنية، بما يعكس الانخراط الإفريقي للمملكة ودورها الريادي في تبادل الخبرات الفلاحية على الصعيد القاري.
وعلى هامش حفل الافتتاح، ترأس السيد الوزير عدداً من الأنشطة الموازية، من بينها توقيع اتفاقيتين استراتيجيتين؛ الأولى بين الفيدرالية البيمهنية والمعهد الوطني للبحث الزراعي لتطوير دجاج بلدي مستدام يثمن الموارد المحلية ويحافظ على الموروث الجيني الوطني، والثانية تتعلق بميثاق السلامة الحيوية بين الفيدرالية والهيئة الوطنية للأطباء البياطرة، بدعم من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، بهدف تعزيز الوقاية من المخاطر الصحية داخل وحدات الإنتاج.
كما جرى تسليم شهادات تكوين لفائدة متدربين من الكوت ديفوار ومالي، الذين استفادوا من دورات تدريبية بمركز “قطب الدواجن AVIPOLE” بالدار البيضاء، وذلك بحضور سفيري البلدين بالرباط.
وشهدت المناسبة أيضاً تكريم عدد من الخريجين والمهنيين المتفوقين في قطاع الدواجن، وتسليم جوائز الفاو والفيدرالية البيمهنية لضيعات ومجازر متميزة في مجالات الجودة والسلامة الصحية، من بينها مجزرة “ميس دجاج إفريقيا”، التي حصلت على جائزة التميز بصفتها أول مؤسسة تنال الاعتماد الصحي الرسمي ضمن برنامج مواكبة مشاريع المجازر المعتمدة.
واختُتم الحفل بتكريم التعاونية النسوية “دوتماكيت أغبالو” من إقليم الحوز، اعترافاً بمجهوداتها في تطوير تربية الدجاج البيّاض البلدي، وإصرارها على مواصلة نشاطها رغم التحديات الناجمة عن الزلزال الذي ضرب المنطقة، في تجسيد لقيم الصمود والابتكار التي تميز روح الفاعلين في القطاع الفلاحي المغربي.
