كشفت مجلة “أفريقيا إنتلجنس” المتخصصة في الشؤون الدبلوماسية والاستراتيجية، أن وزير الشؤون الخارجية المغربي ناصر بوريطة يستعد للقيام بزيارة رسمية إلى العاصمة الباكستانية إسلام آباد خلال الأيام المقبلة، في إطار تحرك دبلوماسي جديد لتعميق العلاقات الثنائية بين المملكة المغربية وجمهورية باكستان الإسلامية.
ووفقًا للمصدر ذاته، فإن هذه الزيارة ستكون سابقة بعدة لقاءات وزيارات لمسؤولين عسكريين وسياسيين رفيعي المستوى من البلدين، في إشارة إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد نقلة نوعية في مستوى التعاون الثنائي، تتجاوز الإطار الدبلوماسي التقليدي نحو شراكة سياسية وأمنية واقتصادية متعددة الأبعاد.
وأوردت أفريقيا إنتلجنس أن هذا التحرك المغربي-الباكستاني يأتي في سياق دبلوماسي متحوّل، خاصة بعد الموقف الذي اتخذته باكستان خلال جلسة مجلس الأمن الدولي بتاريخ 31 أكتوبر 2025، حين امتنعت عن التصويت على القرار رقم 2797 المتعلق بقضية الصحراء المغربية، وهو ما وصفته الصحيفة بأنه إشارة ذات دلالات جيو-دبلوماسية مهمة تعكس تنامي التقارب السياسي بين البلدين.
وأضاف التقرير أن المباحثات المرتقبة خلال زيارة بوريطة ستشمل ملفات الدفاع والمشاورات الأمنية والتكنولوجيا، إضافة إلى إمكانية إطلاق مشاريع مشتركة في مجال التصنيع العسكري أو التعاون الصناعي الدفاعي، في إطار ما وصفته المجلة بـ«تحالف إستراتيجي واقعي» يهدف إلى بناء توازنات جديدة في المشهد الإقليمي الآسيوي والمغاربي.
كما أشارت المجلة إلى أن الرباط تسعى إلى توسيع حضورها في القارة الآسيوية وجنوب آسيا تحديدًا، من خلال شراكات سياسية واقتصادية جديدة، بينما ترى باكستان في هذا التعاون فرصة استراتيجية لمدّ جسور نحو إفريقيا الغربية والاقتصاد المغاربي، مستفيدة من الدور الجيو-اقتصادي المتنامي للمغرب في القارة الإفريقية.
ورغم عدم الإعلان رسميًا عن تفاصيل الزيارة وبرنامجها، تؤكد أفريقيا إنتلجنس أن التنسيق الدبلوماسي بين الجانبين بلغ مستويات متقدمة، وأن المرحلة المقبلة ستشهد محادثات معمقة تهدف إلى تأسيس قاعدة صلبة لشراكة طويلة الأمد بين البلدين.








































