احتضنت مدينة فاس، مؤخرا، الندوة الوطنية الكبرى التي نظمها المركز الأكاديمي الدولي للدراسات الصوفية والجمالية تحت شعار السيرة النبوئية والصلوات المحمدية: دعوة لحب الأوطان وترسيخ لقيم الإحسان. ويندرج هذا اللقاء ضمن البرنامج العلمي الذي ينفذه المركز بمناسبة مرور خمسة عشر قرنًا على ميلاد النبي محمد، وتزامنًا مع إحياء ذكرى المسيرة الخضراء.
وشارك في الندوة باحثون وأكاديميون من عدة جهات بالمغرب، إلى جانب رئيس المجلس العلمي الجهوي لفاس مكناس. وتناول المتدخلون ثلاثة محاور رئيسية شملت السيرة النبوية باعتبارها نموذجًا للتربية الروحية، ودور السلاطين العلويين في ترسيخ مظاهر المحبة النبوية، إضافة إلى عرض مخصص لكتب الصلوات ضمن التراث الروحي المغربي.
وبحسب المنظمين، يأتي هذا النشاط ضمن سلسلة لقاءات علمية وروحية نظمها المركز في عدد من المدن المغربية خلال الأسابيع الأخيرة، استنادًا إلى مضامين الرسالة الملكية المتعلقة بهذه المناسبة. ويهدف هذا البرنامج إلى توفير فضاء للنقاش حول السيرة النبوية والأنماط التعبدية المرتبطة بها في السياق المغربي.
ويُعرف المركز الأكاديمي الدولي للدراسات الصوفية والجمالية بتنظيم ندوات ومؤتمرات ودعم أبحاث في مجالات التصوف والدراسات الجمالية. وتشمل أنشطته دروسًا في التزكية والسلوك، خلوات روحية، لقاءات موجهة للشباب والأطفال، وبرامج خاصة بالنساء، إلى جانب التعاون مع مؤسسات أكاديمية داخل المغرب وخارجه واستقبال وفود علمية من دول متعددة.
ويرأس المركز الدكتور عزيز الكبيطي الإدريسي الحسني، وهو باحث مغربي في الدراسات الإسلامية والتصوف، من مواليد 1976. ويعمل أستاذًا بالتعليم الثانوي، ويحمل الدكتوراه في الدراسات الإسلامية من جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس. واستفاد من منح بحثية دولية، من بينها منحة فولبرايت بالولايات المتحدة ومنحة من الاتحاد الأوروبي، كما تولى مهام علمية بعدة هيئات دولية مرتبطة بالدراسات الصوفية، ونشر كتبًا ومقالات في موضوعات ذات صلة.
ويُعد هذا اللقاء جزءًا من توجه المركز نحو تنظيم فعاليات بحثية مفتوحة أمام المهتمين بالدراسات الإسلامية والتصوف، مع التركيز على التراث الفكري والروحي المغربي.







































