اندلع، مساء الأربعاء 26 نونبر 2025، حريق مهول بمجمع Wang Fuk Court السكني في حي تاي بو التابع لهونغ كونغ، أثناء أشغال ترميم واجهات المباني، ما تسبب في واحدة من أخطر الكوارث السكنية التي شهدتها المدينة خلال السنوات الأخيرة. ووفق المعطيات الأولية، بدأت النيران من سقالات مصنوعة من الخيزران كانت مثبتة على واجهة أحد الأبراج، قبل أن تمتد بسرعة كبيرة إلى باقي المباني نتيجة وجود مواد قابلة للاشتعال استُعملت في عمليات التغطية والعزل، من بينها شبكات بلاستيكية مخصصة لأشغال التجديد.
وقد رفعت السلطات مستوى الإنذار إلى الدرجة الخامسة، وهو أعلى مستوى تحذيري معمول به، بعد أن اجتاحت ألسنة اللهب ما لا يقل عن سبعة أبراج من أصل ثمانية داخل المجمع السكني الذي يعود تاريخ بنائه إلى سنة 1983 ويضم حوالي 1984 وحدة سكنية. ورغم التدخل السريع لفرق الإطفاء والإنقاذ، واجهت طواقم التدخل صعوبات كبيرة في السيطرة على الحريق، بفعل ارتفاع البنايات وكثافة النيران الناتجة عن السقالات والمواد المشتعلة المستعملة في الترميم.
وأفادت السلطات المحلية بأن الحادث خلف، حتى كتابة هذه السطور، أكثر من 55 قتيلًا، إضافة إلى أزيد من 70 مصابًا ضمنهم حالات وصفت بالخطيرة، في حين لا يزال حوالي 279 شخصًا في عداد المفقودين. كما جرى إجلاء أكثر من 900 من السكان نحو مراكز إيواء مؤقتة، في انتظار استكمال عمليات البحث والتقييم.
من جهة أخرى، فتحت السلطات تحقيقًا موسعًا لتحديد ظروف وملابسات الواقعة، حيث تم اعتقال ثلاثة أشخاص من بينهم مدير شركة البناء المشرفة على أشغال الصيانة ومستشار هندسي، للاشتباه في تورطهم في “قتل غير عمد بسبب الإهمال”. وتشير عناصر التحقيق الأولى إلى أن استعمال سقالات من الخيزران ومواد بلاستيكية قابلة للاشتعال دون توفير معايير السلامة اللازمة كان من العوامل الرئيسية التي أسهمت في تفاقم الوضع وتسريع انتشار النار عبر الواجهة الخارجية للأبراج.
ولا يزال البحث جاريًا عن المفقودين، في وقت خيمت فيه حالة من الحزن والصدمة على السكان، وسط مخاوف من ارتفاع حصيلة الضحايا خلال الساعات المقبلة. وترقب للنتائج النهائية للتحقيقات التي قد تكشف مسؤوليات إضافية مرتبطة بطرق إنجاز الأشغال وإجراءات السلامة المتبعة أثناء عمليات الترميم.
