فرقة أكنول تشق دروب المدن بحلمٍ مؤجَّل على خشبة المسرح

القضية بريس8 ديسمبر 2025آخر تحديث : منذ 5 أيام
القضية بريس
فن وثقافة
جولة مسرحية لفرقة أكنول بعرض “حلم ليلة سفر” بدعم من وزارة الثقافة في مدن مغربية

حين تتعب الطرق من ضجيجها، ويبحث الإنسان عن نافذة يتنفس منها معنى آخر للحياة، ينهض المسرح ككائنٍ من ضوء، يربك العتمة ويعيد ترتيب الأسئلة في صيغة جمالية. هناك، بين الخشبة والمتفرج، تولد لحظة صادقة لا تحتاج إلى تبرير؛ لحظة يلتقي فيها الحلم بالقلق، والكلمة بالجسد، والسفر بالذاكرة. في هذا الأفق الإنساني المشبع بالرمز والدلالة، تمضي فرقة أكنول للثقافة والفنون حاملة عرضها المسرحي “حلم ليلة سفر”، لا كعمل فني فقط، بل كرحلة داخل الذات، وكسفرٍ مفتوح في معنى العبور والانتظار والانكسار والأمل.

 

عرضٌ يستمد روحه من شاعرية التيه، ويصوغ مشاهده من قلق الإنسان وأسئلته الوجودية، ويُقدَّم بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة، في إطار برنامج دعم وإنتاج العروض المسرحية لموسم 2025، تأكيداً على أن المسرح ما يزال قادراً على أن يكون مرآة المجتمع، ومساحة للتأمل في هشاشة الكائن وقوته معاً.

 

ومن هذا المعنى العميق للسفر الفني، تستهل الفرقة جولتها المسرحية يوم الخميس 11 دجنبر 2025 من المركب الثقافي بمدينة الفقيه بن صالح، على الساعة السادسة والنصف زوالاً، ضمن فعاليات النسخة السادسة لمهرجان النون والفنون الدولي للمسرح، في محطة أولى يُرتقب أن تكون لحظة احتفاء وجداني وجمالي بالخشبة بوصفها فضاءً جماعياً للبوح والحلم.

 

ويستمر ترحال العرض يوم الجمعة 12 دجنبر 2025 بمدينة مكناس، حيث يحتضن المركز الثقافي محمد الفقيه المنوني هذا الموعد المسرحي على الساعة السابعة مساءً، في إطار تظاهرة “مكناس خشبة لمسارح العالم” التي تنظمها فرقة الشامات، في تقاطع فني يعكس انفتاح التجربة على تعدد الرؤى والمسارات المسرحية.

 

وتتجه القافلة الفنية بعد ذلك، يوم السبت 13 دجنبر 2025، نحو مدينة الحاجب، حيث يُقدَّم العرض بـ المركز الثقافي على الساعة السادسة مساءً، بتنسيق مع إدارة المركز، في خطوة تروم ترسيخ الفعل المسرحي في الفضاءات المحلية، وربط الجمهور اليومي بنبض الخشبة.

 

وتُسدل الجولة ستارها يوم الأحد 14 دجنبر 2025 بمدينة مولاي إدريس زرهون، حيث يحتضن المركز الثقافي العرض على الساعة الخامسة والنصف مساءً، في محطة ختامية تختزل معنى الختام بوصفه بدايةً لسفرٍ آخر، ومعنى اللقاء بوصفه وعداً متجدداً بالحلم.

 

ويأتي “حلم ليلة سفر” كتجربة مسرحية تستثمر طاقة الجسد، وشاعرية الكلمة، وعمق الفضاء، لبناء عالم بصري مفتوح على التأويل، يطرح أسئلة الرحيل والبحث عن الذات، والاصطدام بالواقع، ومراوغة الحلم داخل تفاصيل اليومي، في تشخيص جمالي يزاوج بين الحس الشعري والرهان الدرامي.

 

ومن خلال هذه الجولة، تؤكد فرقة أكنول للثقافة والفنون التزامها الراسخ بخدمة المسرح المغربي، باعتباره فعلاً ثقافياً ومجتمعياً، ورافعة للوعي والحوار، وجسراً بين الإنسان وأسئلته العميقة، في انسجام مع الرؤية الوطنية الداعمة للإبداع وتشجيع الطاقات الفنية على الاستمرارية والتجدد.

الاخبار العاجلة