تعيش الكرة الكاميرونية على وقع أزمة جديدة قبل أسابيع قليلة من انطلاق نهائيات كأس أمم أفريقيا 2025، بعد تفجّر صراع مفتوح بين المدرب المقال مارك بريس ورئيس الاتحاد الكاميروني لكرة القدم صامويل إيتو، في ملف تجاوز الجانب الرياضي ليتحول إلى أزمة مؤسساتية بكل المقاييس، تهدد استقرار “الأسود غير المروّضة” في مرحلة حساسة من التحضيرات.
فبعد إعلان الاتحاد الكاميروني إقالة مارك بريس من منصبه على خلفية خلافات حول تسيير المنتخب واختياراته التقنية، فاجأ المدرب المقال الرأي العام بإعلانه قائمة ثانية للاعبين المرشحين لخوض نهائيات كأس أمم أفريقيا، معتبراً نفسه ما يزال مرتبطاً بعقد قانوني ولم يتوصل بأي إشعار رسمي ينهي مهامه بشكل نهائي، وهو ما فجّر موجة واسعة من الجدل داخل الأوساط الكروية والإعلامية.
وذهب بريس في تصريحاته إلى التأكيد على أن بعض قرارات الاستبعاد، التي شملت أسماء وازنة من قبيل الحارس أندري أونانا والمهاجم المخضرم فينسنت أبوبكر، لم تكن مبنية على اعتبارات تقنية صرف، بل تحكمت فيها، حسب قوله، عوامل إدارية وشخصية، متهماً جهات داخل الاتحاد بفرض اختيارات لا تخدم مصلحة المنتخب ولا تضمن استقراره قبل بطولة قارية كبرى من حجم كأس أمم أفريقيا.
هذه التطورات وضعت المنتخب الكاميروني في قلب عاصفة غير مسبوقة، في وقت كان من المفترض أن ينصبّ كل التركيز على التحضير البدني والذهني، وبناء مجموعة منسجمة قادرة على المنافسة على اللقب القاري. كما أن إعلان قائمة موازية من طرف مدرب تمت إقالته يُعد حالة نادرة في تاريخ الكرة الإفريقية، ويطرح تساؤلات عميقة حول من يملك القرار الرياضي داخل المنتخبات، وحدود الصلاحيات بين الأجهزة التقنية والإدارية.
وفي الشارع الكاميروني، تفاعل الرأي العام بقوة مع هذه المستجدات، حيث انقسمت الجماهير بين من يرى أن قرارات الاتحاد تروم فرض الانضباط وإعادة هيكلة المنتخب، وبين من يعتبر أن ما يحدث هو صراع نفوذ يُهدد استقرار الفريق ويُربك استعداداته قبل موعد قاري مصيري. كما عبّر عدد من المتابعين عن تخوفهم من انعكاس هذه الفوضى الإدارية على معنويات اللاعبين وتركيزهم، خاصة في ظل غياب صورة واضحة حول الطاقم التقني الذي سيقود المنتخب بشكل فعلي في المرحلة المقبلة.
وفي غياب أي حل نهائي إلى حدود الساعة، تبقى وضعية المنتخب الكاميروني مفتوحة على كل السيناريوهات، بين احتمال الحسم القانوني في وضعية مارك بريس، أو تثبيت الطاقم التقني الجديد والقائمة الرسمية التي ستمثل البلاد في كأس أمم أفريقيا، فيما تترقب الجماهير الكاميرونية ما ستسفر عنه الأيام المقبلة من تطورات قد تحدد بشكل كبير ملامح مشاركة منتخب بلادها في العرس القاري المرتقب.








































