الانقلاب العسكري في النيجر.. تحول مفصلي في دبلوماسية إفريقيا مع دول العالم

القضية بريس6 أغسطس 2023آخر تحديث : منذ 9 أشهر
القضية بريس
دولي‎
الانقلاب العسكري في النيجر.. تحول مفصلي في دبلوماسية إفريقيا مع دول العالم
أحمد غساتي

 

بداية التحول انقلاب الموازين

شهدت دولة النيجر وإفريقيا عموما، حدثا مفصليا يوم 26 يوليوز الماضي، بانقلاب عسكري للحرس العسكري الوطني، بقيادة الجنرال عبد الرحمن تشيني، ضد الرئيس المنتخب محمد بازوم، في واقعة تجاوز صداها حدود القارة السمراء.

فبمجرد تنصيب تشيني نفسه رئيسا جديدا للنيجر، واحتجاز الرئيس بازوم، سارعت مجموعة من الدول والمؤسسات إلى التحرك والتصدي لهذا الانقلاب، فالولايات المتحدة الأمريكية جمّدت بشكل مؤقت، برنامج دعمها للبلاد، كما دعت إلى إعادة الحكومة “المنتخبة ديمقراطيا” إلى منصبها، مؤكدة أنها ستواصل عملياتها الأمنية والدبلوماسية لحماية أفرادها هناك.

 

كما هرعت فرنسا إلى إجلاء رعاياها المتواجدين بالنيجر، وعقدت اجتماعا من خلال وزيرة الخارجية كاترين كولونا، مع كل من وزير الدفاع والسفير النيجريين، كما عبرت عن دعمها للرئيس المنتخب سنة 2021، الذي يعد حليفا لباريس على المستويين، العسكري من خلال اتفاقيات أبرزها السماح بالتواجد العسكري الفرنسي بالنيجر لمواجهة الجماعات الإرهابية، والاقتصادي من خلال تصدير اليورانيوم، الذي يغطي ما يقارب ثلث احتياجات فرنسا، من هذه المادة الحيوية لتوليد الكهرباء عبر المحطات النووية، بالإضافة إلى الاستثمارات الكبيرة لباريس بالمناجم النيجرية، وهو الأمر الذي أوقفه قادة الانقلاب، بعد اتهامهم لقصر الإيليزي “بنية التدخل العسكري بالبلاد”، وتحذيرهم من ردهم على أي محاولة من هذه النوع.

 

تهديدات عسكرية

وعلى المستوى الإفريقي، أكدت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا “إيكواس”، استعدادها للتدخل عسكريا من أجل إنهاء الانقلاب، كما وضعت المعالم الرئيسة لخطة هذا التدخل، مع منح قادة الانقلاب مهلة أسبوع تنتهي مساء يومه الأحد، لإعادة تنصيب الرئيس بازوم وحكومته، لتقابلها قوات الانقلاب في بيان لها، بالتعهد بالرد على أي تدخل أو محاولة تدخل عسكري خارجي.

بالمقابل، أيدت دول غينيا ومالي وبوركينافاسو التي تعيش تحت الحكم العسكري، بعد انقلابات سابقة على رؤسائها، دعمها للانقلاب، محذرة من التدخل الخارجي لمجموعة الإيكواس، كما أبدت مالي وبوركينافاسو استعدادهما لتقديم المساعدة العسكرية للحرس العسكري النيجري، لمواجهة أي تدخل خارجي من الإيكواس أو فرنسا.

 

دعم عسكري

وفي خضم كل هذا، سارع الجنرال عبد الرحمن تشيني قائد الانقلاب، إلى الاتصال بقوات “فاغنر” الروسية المتواجدة بمالي، وفقا لما أوردته بعض وسائل الإعلام، كما أضافت هذه الأخيرة أن أعضاء من هذه القوات الروسية، قد دخلوا بالفعل إلى العاصمة نيامي.

وعلى المستوى المحلي، شهدت العديد من المدن النيجرية، مظاهرات واحتجاجات دعمة للانقلاب العسكري، حيث حمل المتظاهرون صورا لقادته بالإضافة إلى العلم الوطني للبلاد والعلم الوطني لروسيا، كما حاولوا أكثر من مرة اقتحام السفارة الفرنسية بالبلاد خلال الأيام التي تلت الانقلاب.

ويرى البعض أن هذا الانقلاب، هو “خطوة كبيرة في طريق إفريقيا للتحرر من قبضة فرنسا، واستغلالها لثروات القارة السمراء”، بإخراجها من آخر معقل لها وهو النيجر، فيما يرى آخرون أنه مجرد تحول من سيطرة فرنسية وأمريكية، إلى سيطرة روسية صارت تتغلغل مؤخرا داخل مجموعة من البلدان الإفريقية.

الاخبار العاجلة