انعقد يومه الأربعاء 6 شتنبر الجاري، بمدينة العيون، اجتماع مغلق بين المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا، ورئيس مجلس البلدي حمدي ولد الرشيد وكافة المنتخبين الجهة وشيوخ القبائل الصحراوية، إلى جانب عمر هلال، الممثل الدائم للملكة المغربية لدى الأمم المتحدة.
وخلال الإجتماع، قال المبعوث الأممي، إنه يوجد تفاعل وإهتمام كبير من طرف المجتمع الدولي بالنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، في إشارة إلى الولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا وإسرائيل.
وأضاف، أنه اكتشف خلال زيارته الحالية إلى الأقاليم الجنوبية المغربية المتنازع بشأنها، العديد من الأمور الإيجابية التي كانت غائبة عند بداية تسلمه دور الوساطة الأممية، لافتا إلى أنها ستدرج كاملة في الإحاطة التي سيقدمها أمام أنظار مجلس الأمن الدولي، والأمين العام للأمم المتحدة شهر أكتوبر القادم.
ومن جانبه، أشار رئيس جماعة العيون حمدي ولد الرشيد في كلمته، على دور المنتخبين في تسيير شأنهم المحلي، وعلى وجاهة مقترح الحكم الذاتي الذي يعتبر حلا تقدميا وذا مصداقية، يسهم في إنهاء الصراع المفتعل حول الصحراء المغربية.
وطلب ولد الرشيد من المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، إيصال استعداد ساكنة هذه المناطق التي تعتبر (أغلبية)، لتنزيل مقترح الحكم الذاتي إلى أعضاء مجلس الأمن الدولي، لافتا إلى أنه ليس من المتوقع أن تفرض أقلية، توجيهات وإملاءات سياسية ليست منطقية، على أغلبية تساند وترحب بمقترح الحكم الذاتي بالمنطقة.
وأكد رئيس جماعة العيون، أن الحديث اليوم عن ملف قضية الصحراء المغربية، يفرض أولا تصحيح المغالطة المتعلقة بالتمثيلية الشرعية لساكنة الأقاليم الجنوبية المتنازع حولها.
وأضاف كذلك في السياق ذاته باسم كافة منتخبي الجهة، أن الحاضرين في الاجتماع أفرزتهم صناديق الاقتراع، ويمثلون ساكنة الجهة بأقاليمها الأربعة، وبجماعاتها الحضرية وبرلمانها وبغرفها المهنية، مشيرا إلى أن العملية الديمقراطية التي أفرزت هذه النخبة، كفيلة بإعادة النظر وتحديد من يمثل ساكنة الأقاليم الجنوبية.
وقال رئيس جهة العيون حمدي ولد الرشيد، إن العناية التي يوليها جلالة الملك محمد السادس لهذه الأقاليم، “أفرزت تنمية حقيقية بالمنطقة، وتحققت على إثرها مشاريع تنموية ضخمة بفكر صحراوي وبأياد صحراوية لا يمكن إنكارها”.
وأشار على المبعوث الأممي للقيام بجولة ميدانية، للاطلاع على المشاريع المنجزة “للتأكد شخصيا من التنمية التي نتحدث عنها دائما”.
من جانبه، بسط حسن الإدريسي، المكلف بإلقاء كلمة باسم شيوخ القبائل الصحراوية أمام أنظار المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، تاريخ وكرونولوجيا الأحداث التي تأسست على إثرها، مؤسسة شيوخ القبائل الصحراوية في فترة الاستعمار الإسباني، وكذا الفترة التي تم تنصيبهم من طرف الملك الراحل الحسن الثاني، بعد استرجاع الأقاليم الجنوبية للمملكة.
وجدد الشيوخ في كلمتهم، الترحيب بمقترح الحكم الذاتي، الذي اعتبروه حلا واقعيا وذا مصداقية، ويضمن تعايش الجميع في إطار سيادة المغرب على كافة ترابه.
يذكر أن الوسيط الأممي ستيفان ديمستورا تعهد بعد الاستماع إلى جميع المداخلات، بأن يدرج كل الملاحظات والتوصيات في إحاطته، مشيرا إلى أن تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بشأن ملف الصحراء القادم يحمل “جديدا”، دون ذكر أي تفاصيل أخرى حول الموضوع.