شهد مقر منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) يوم السبت 28 شتنبر 2024 فعالية ثقافية رفيعة المستوى بمناسبة الاحتفال بذكرى مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، تمثلت في “ملحمة رباعية البردة الشريفة”. في هذا الإطار، ألقى عبد الإله البوزيدي، رئيس مجلس مقاطعة أكدال الرياض، كلمة محورية أكدت على أهمية الثقافة الإسلامية والدور الذي تلعبه الإيسيسكو في تعزيز الحوار بين الثقافات وحماية التراث الإسلامي.
استهل البوزيدي كلمته بتسليط الضوء على الدور الريادي الذي تضطلع به الإيسيسكو في نشر العلم والمعرفة وتعزيز قيم التعايش والتسامح بين الثقافات المختلفة، مشيرًا إلى أن تنظيم هذه الفعالية في مقر المنظمة يعكس مكانتها الدولية كمنارة للثقافة والحوار بين الحضارات. كما أشار إلى أن الاحتفال بذكرى مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو تعبير عن الحب والوفاء له، خاصة في ظل مشاركة أجيال مختلفة من الشباب والشيوخ في هذه الملحمة.
وفي حديثه عن معرض السيرة النبوية والحضارة الإسلامية الذي افتتحه ولي العهد الأمير مولاي الحسن، أشار البوزيدي إلى أن هذا المعرض يعكس صلة المغاربة المتواصلة بالجناب النبوي الشريف وآل البيت الكرام. كما أكد أن هذه العلاقة الروحية تمثل جزءًا مهمًا من التراث الثقافي للمملكة المغربية، والذي يحرص الملك محمد السادس، أمير المؤمنين، على الحفاظ عليه ودعمه.
أوضح البوزيدي أن تنظيم “ملحمة البردة الشريفة” يعبر عن القيم التي يحملها الإسلام، وعلى رأسها المحبة والاعتدال، وأن مثل هذه الفعاليات تساهم في ترسيخ هذه القيم بين الأجيال الشابة. كما أشار إلى أن البردة الشريفة ليست مجرد قصيدة، بل هي رمز يعبر عن معاني التسامح والتفاهم التي يجب أن تسود في المجتمعات الإسلامية.
في إطار الفعالية، أشاد البوزيدي بالدور الكبير الذي تلعبه الإيسيسكو تحت قيادة سالم بن محمد المالك، الذي ساهم بشكل كبير في تعزيز مكانة المنظمة على الساحة الدولية ودعم الحوار بين الثقافات المختلفة. وأكد أن هذه الجهود لا تتوقف عند الدفاع عن التراث الإسلامي، بل تشمل أيضًا تعزيز قيم التعايش والتفاهم بين الشعوب.
كما تناول البوزيدي في كلمته قضية تعزيز الهوية الإسلامية من خلال الثقافة والفن، موضحًا أن الثقافة ليست مجرد وسيلة للترفيه، بل هي أداة قوية لتقوية الانتماء وتعزيز روح المواطنة لدى أبناء الوطن. وأكد أن مكتب مجلس مقاطعة أكدال الرياض يعمل بشكل مستمر على تنظيم فعاليات ثقافية تسهم في تعزيز الابتكار والإبداع لدى الشباب.
وفي سياق حديثه عن أهمية التعايش بين الثقافات، شدد البوزيدي على أن الإسلام دين يدعو إلى التسامح والسلام، وأن هذه الفعالية تأتي لتجسيد هذه القيم. وأضاف أن على المسلمين، في هذا العصر، أن يستلهموا من حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم القيم التي تساهم في بناء مجتمع متماسك ومتنوع.
البوزيدي أكد كذلك على أهمية التعاون بين المؤسسات الوطنية والدولية، مشيرًا إلى أن العمل الجماعي يتيح تقديم برامج ثقافية متنوعة تستجيب لاحتياجات المجتمع وتعزز التفاعل الاجتماعي. كما شدد على ضرورة استمرار هذا التعاون لتعزيز التنوع الثقافي والحفاظ على التراث الإسلامي.
واختتم عبد الإله البوزيدي كلمته بالإشادة بالقيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس، مؤكدا على أن الملك يسعى دائمًا لتعزيز استقرار المغرب الروحي وتعزيز قيم التسامح والتعايش داخل المملكة وفي القارة الإفريقية. وأعرب عن أمله في أن تسهم هذه الفعاليات في تعميق الروابط الروحية بين المسلمين، وتؤدي إلى تعزيز قيم التسامح والمحبة في حياتهم اليومية.
وفي ختام كلمته، وجه البوزيدي شكره للإيسيسكو على تنظيم هذه الفعالية، مؤكدًا على أن الثقافة والإبداع هما من الركائز الأساسية التي تساهم في بناء مجتمع قوي ومتماسك. كما أشار إلى أهمية حماية التراث الثقافي الإسلامي، ونقله للأجيال القادمة ليظل رافدًا من روافد الهوية الإسلامية.