لطالما اعتبرت القبائل الصحراوية، عبر التاريخ معقل المقاومة، ومنبت الأحرار ، فالدارس للتاريخ سيجد بالأدلة والبراهين العلاقة التي جمعت السلاطين المغاربة بقبائل الصحراء في شخوص أعيانهم وقادتهم، الذين اعتبروا أنفسهم جزءا لايتجزأ من المغرب، وطبيعة العلاقة قائمة بالأساس على الإحترام والتقدير من قبل السلاطين وعلى البيعة والولاء من قبل القبائل الصحراوية، ولازلنا الى حدود الساعة نلامس دور التكتلات القبلية واثارها التي فرضت وجودها وانتماءها للمغرب وجعلت الدول تعترف للمغرب بصحرائه رغم كيد الكائدين.
ومع انفتاح العالم على عوالم يكسوها طابع الحداثة، إلى أن المغرب ظل يحترم الإنتماء القبلي ويعتز به ويساهم في تنميته، بل وفر له كل سبل الظهور العلني، وجعل ابن القبيلة يفتخر بالأصول المتجدرة للقبيلة، وخير مثال على ذلك تزايد نسل التكتل الصحراوي الدولي للدفاع عن وحدة التراب الوطني، ليمتد عبر ربوع الوطن.
احتضان ملتقى تكتل القبائل الصحراوية البداية ..لمستقبل حافل
افتتحت الجماعة الترابية أولاد مطاع بإقليم الحوز، يومي 7 و8 دجنبر الجاري، فعاليات الدورة الأولى لملتقى قبائل الصحراء المغربية، الذي نظم تحت شعار “وحدة قبائل الصحراء دعامة أساسية لمغربية الصحراء”، بمناسبة الذكرى 49 للمسيرة الخضراء المظفرة والذكرى 69 لعيد الاستقلال المجيد.
ويهدف هذا الملتقى، الذي نظمه التكتل الصحراوي الدولي للوحدة الوطنية، إلى تعزيز الروابط الثقافية والروحية والتاريخية بين قبائل الصحراء والعرش العلوي المجيد، في إطار الدبلوماسية الموازية لدعم قضية الوحدة الترابية للمملكة.
حيتيات ماقبل تنضيم الملتقى وجهود الفاعلين لإنجاحه
لاشك أن منح التكتل الدولي قبيلة أولاد امطاع، شرف تنظيم هذا الملتقى سبقه اشتغال متواصل وعمل جاد لكسب ثقة أعضاء التكتل بالاجماع وبالرضا التام.
وفي هذا السياق أكد عضو المكتب للتكتل الصحراوي فرع أولا امطاع ياسين كروم، أن مانعيشه من تفاصيل في هذا الملتقى وعلى أرض قبيلة أولاد امطاع، لم يكن وليد اللحضة بل تعود فصوله الى السنة الفارطة، أثناء حضور وفد ممثل لقبيلة أولاد امطاع، كنت ممثل الوفد فيما أطلق عليه “إلتحام قبيلة اولاد امطاع مع قبائل الصحراء”وكان ذلك استجابة لدعوة المنظمة العالمية للم شمل الصحراويين في شخص رئيسها موما مبارك، وألقيت الكلمة نيابة عن رئيس جماعة أولاد امطاع حميد اعبيدة ،ولقيت استحسانا أعقبه انضمام للتكتل”.
وأضاف كروم، في تصريحه لجريدة القضية بريس الالكترونية، “لقد اشتغلت لعشر سنوات أبحت في تاريخ القبيلة وانتهى بي الأمر الى عرضه على شكل أشرطة وثائقية على اليوتيوب، وسيضل العمل قائما ومستمرا حتى بعد الملتقى اذ سيتم انشاء مقر التكتل في تيورار بأو لا امطاع على أرض وهبها السيد محمد كروم.”
حضور وازن…للقاء بارز
حضر افتتاح الملتقى عامل إقليم الحوز رشيد بنشيخي وشخصيات ثقافية بارزة، حيث شكل الحدث منصة للاحتفاء بالدينامية الإيجابية والانتصارات الدبلوماسية التي تعرفها قضية الصحراء المغربية تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس.
وبالمناسبة قال الأمين العام للتكتل الصحراوي الدولي للوحدة الوطنية في الملتقى: “إن شعار هذا اللقاء يعبر عن روح الإنتماء والإعتزاز بجذورنا المشتركة، وندعو إلى تفعيل دور الدبلوماسية الموازية في تعزيز هذه الروابط، خصوصاً مع الجالية المغربية المقيمة بالخارج التي تُعدُّ سفيراً للمغرب في مختلف بقاع العالم.
وأضاف المتحدث، أن القبائل الصحراوية كانت دائمًا في قلب الاهتمام الملكي العلوي، وهو ما تجسد في مبادرات تاريخية ومواقف راسخة عززت الوحدة الترابية والسيادة الوطنية.”
وفي تصريح صحفي، أكد مدير الملتقى أحمد سالم تويري أن هذه الفعالية جسدت التمازج بين سكان الأقاليم الجنوبية للمملكة ونظرائهم بمنطقة أولاد مطاع، مما يعكس وحدة القبائل المغربية شمالا وجنوبا.
إحياء الموروث اللامادي للقبيلة ..
ويتضمن برنامج الملتقى الأول لقبائل الصحراء أنشطة هامة، الهدف منها كشف الغطاء عن الموروث والتراث اللامادي والثقافي لمنطقة أولاد امطاع،من قبيل عروض الفروس اوية التي استمتع الحاضرون بطلقات البارود التي تنبأ ببداية جديدة وكتابة صفحة في سجل تاريخ القبائل الصحراوية،التي مزجت بين الموسيقى الحسانية وفلكلور الموسيقى المحلية لقبيلة أولاد امطاع .
فضلا عن معرض للمنتوجات الصناعية التقليدية بالحوز ومراكش،وأيضا أروقة للصناعة التقليدية الصحراوية.
إن القبيلة تحمل في عنقها أمانة الحفاظ على الموروث اللامادي والإرث الثقافي لها،ولا يمكن بحال من الأحوال تفويت أي فرصة، لعرضه والإفتخار بتنوعه وغناه، غنى مغربنا الكبير من جنوبه إلى شماله.