في مشهد سياسي حافل بالتحديات والرهانات الجديدة، شهد حزب العدالة والتنمية بالمغرب عودة عبد الإله بن كيران إلى قيادة سفينته من جديد، بعد انتخابه أمينًا عامًا خلال المؤتمر الوطني التاسع. هذه العودة، التي تأتي في ظرفية دقيقة تمر بها الساحة السياسية الوطنية، تفتح الباب أمام تساؤلات كثيرة حول مستقبل الحزب وإمكاناته في استعادة مكانته ضمن المشهد السياسي المغربي.
في محطة سياسية لافتة، انتخب عبد الإله بن كيران، الأمين العام السابق، مجددًا على رأس حزب العدالة والتنمية خلال أشغال المؤتمر الوطني التاسع المنعقد اليوم الأحد 27 أبريل 2025 بمدينة بوزنيقة.
وقد حصل بن كيران على أغلبية مريحة، حيث نال 994 صوتًا من أصل 1402 صوتًا معبرًا، متفوقًا على منافسيه إدريس الأزمي الإدريسي (394 صوتًا) وعبد الله بوانو (42 صوتًا)، ما يعكس عودة قوية لرمز بارز من رموز الحزب إلى موقع القيادة، في مرحلة يسعى فيها “البيجيدي” إلى استعادة زخمه السياسي بعد التراجع الكبير الذي مني به خلال الاستحقاقات الانتخابية لسنة 2021.
وفي كلمة له عقب الإعلان عن النتائج، أكد بن كيران وعيه بحجم التحديات المقبلة، مبرزًا أن المرحلة الراهنة تتطلب كثيرًا من الحكمة والصبر والعمل الدؤوب لاستعادة ثقة المواطنين، مع التشديد على التزام الحزب بمبادئه في الدفاع عن الديمقراطية وخدمة قضايا الوطن.
ويُعد عبد الإله بن كيران من الشخصيات السياسية البارزة في المغرب، حيث قاد الحكومة المغربية بين عامي 2011 و2017، وهو ما منحه خبرة سياسية ومكانة جماهيرية ظل يحتفظ بها رغم تقلبات المرحلة.
وتأتي عودة بن كيران إلى الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية في وقت يعرف فيه المشهد الحزبي الوطني دينامية متسارعة، مما يطرح تحديات إضافية أمام الحزب لإعادة ترتيب بيته الداخلي واستعادة موقعه ضمن الخارطة السياسية الوطنية.
تجدر الإشارة إلى أن المؤتمر الوطني التاسع للحزب انعقد في أجواء طبعتها الدعوة إلى مراجعة الأداء السياسي والتنظيمي، مع التركيز على ضرورة الانفتاح على الكفاءات وتجديد الخطاب الحزبي بما يتماشى مع تطلعات المغاربة.
