شارك المستشار عبد القادر الكيحل، نائب رئيس برلمان البحر الأبيض المتوسط ورئيس اللجنة الدائمة الأولى للتعاون السياسي والأمني، في الندوة المشتركة التي نظمتها الجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلسي، بمدينة أنطاليا التركية، ما بين 28 و30 أبريل 2025، والتي جمعت بين مجموعة البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط ولجنة الاقتصاد والأمن التابعة للحلف. وقد ناقشت الندوة تسعة محاور تمحورت حول الأمن الإقليمي، والتحديات الجيوسياسية، والتحولات الاستراتيجية التي تعرفها المنطقة.
ومثّل مجلس النواب المغربي في هذا الحدث البرلماني الدولي النائب صابر الكياف، عضو الجمعية البرلمانية للناتو، بينما عبّر المستشار الكيحل في مستهل مشاركته عن اعتزازه بتمثيل الجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط، موجهاً الشكر لرئيسي المجموعتين المنظمة، ومؤكداً التزام الجمعية بتعزيز شراكتها الاستراتيجية مع الناتو، لاسيما في مجالات بناء الثقة، وتعزيز التعاون الأمني، ومواجهة التحديات المشتركة في الفضاء المتوسطي.
وأكد الكيحل أن الجمعية راكمت خبرات معتبرة في الدبلوماسية البرلمانية، وأن مبادراتها في دعم السلم والحوار تجعلها شريكاً محورياً لحلف شمال الأطلسي. كما أشار إلى استفادة عدد من البرلمانيين المغاربة السنة الماضية من دورة تدريبية مشتركة في نابولي، همّت تعزيز الشراكات جنوب-جنوب، مشيداً بالمستوى العلمي للعروض المقدمة فيها، خاصة من طرف السيد جيوفاني روماني.
وخلال مداخلته بشأن الوضع في الشرق الأوسط، تطرّق الكيحل إلى الدور الذي تلعبه الجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط في متابعة التطورات الجيوسياسية في كل من غزة ولبنان وسوريا وليبيا، مذكّراً بأن الجمعية تقوم بذلك بطلب من الأمين العام للأمم المتحدة، وتسعى إلى تسهيل الحوار السياسي بين الأطراف، خاصة في لبنان وسوريا، حيث تم تعيين مبعوث خاص للجمعية وإعداد بعثة إلى دمشق عندما تسمح الظروف.
وبخصوص الوضع في غزة، دعا الكيحل إلى وقف فوري لإطلاق النار، وحماية المدنيين، وتوفير الحاجيات الأساسية، والإفراج عن الرهائن، مبرزاً أن الجمعية تلقت طلباً أممياً للمشاركة في جهود إعادة الإعمار. أما بخصوص سوريا، فأكد دعم الجمعية لانتقال سياسي شامل يؤسس لمصالحة وطنية وعودة سوريا إلى محيطها الإقليمي والدولي.
وفي ما يتعلق بمكافحة الإرهاب، شدد المستشار عبد القادر الكيحل على ضرورة تنسيق الجهود الدولية، مبرزاً أن الجمعية كانت من أولى المنظمات التي اعتمدت تعريفاً عملياً للإرهاب سنة 2006، وهو تعريف حظي بإشادة من مؤسسات دولية وأكاديمية. كما أشار إلى انتخاب الجمعية في دجنبر 2024 لرئاسة آلية الأمم المتحدة لتنسيق عمل الجمعيات البرلمانية في مجال مكافحة الإرهاب، والتحضير لاجتماعات ودورات تكوينية مرتقبة خلال سنة 2025.
كما أعلن عن مشاركة الجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط في ندوة حول تنفيذ أجندة المرأة والسلام والأمن ضمن استراتيجيات مكافحة الإرهاب، تنظمها المديرية الاستراتيجية للناتو في إيطاليا خلال شهر يوليوز المقبل. وتشتغل الجمعية حالياً، بتعاون مع مجلس الأمن ومكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، على مشاريع بحثية تتناول الأمن في منطقة الساحل، والاستعمال الإجرامي للذكاء الاصطناعي، والتهديدات السيبرانية، وبرمجيات التجسس، واستغلال خطاب الكراهية في نشر التطرف والتجنيد الإرهابي.







































