في مشهد إيماني مهيب، توافد ضيوف الرحمن منذ ساعات الصباح الباكر من يوم الخميس إلى صعيد جبل عرفات، لأداء الركن الأعظم من أركان الحج، وسط استعدادات تنظيمية مكثفة وإجراءات صحية وأمنية مشددة، لمواجهة الارتفاع الكبير في درجات الحرارة التي تجاوزت في بعض المناطق 43 درجة مئوية.
ويُعد الوقوف بعرفة من أعظم شعائر الحج، حيث يتضرع الحجاج إلى الله بالدعاء والابتهال، طلبًا للمغفرة والرحمة، وقد لبّوا النداء بقلوب خاشعة، مرتدين لباس الإحرام، مرددين: “لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك.”
وقد سخّرت السلطات السعودية مختلف أجهزتها لضمان راحة الحجاج وسلامتهم، عبر توفير نقاط طبية متنقلة، وفرق إسعاف، ومراكز للتبريد والمياه الباردة، إلى جانب حملات توعوية لتجنب ضربات الشمس والإجهاد الحراري. كما تمت الاستعانة بطائرات درون وأجهزة استشعار لمراقبة درجات الحرارة وأوضاع الحجاج بشكل لحظي.
من جهتها، أكدت وزارة الصحة السعودية أنها رفعت درجة التأهب القصوى في المرافق الصحية بعرفات، وأشارت إلى جاهزية عشرات الفرق الطبية المتنقلة، إضافة إلى تفعيل خطط الطوارئ لمواجهة أي حالات حرجة، خاصة المتعلقة بالإجهاد الحراري أو الأمراض المزمنة.
وبعد غروب شمس يوم الخميس، يواصل الحجاج مناسكهم بالتوجه إلى مزدلفة للمبيت هناك، قبل أن يرموا جمرة العقبة الكبرى في مشعر منى صباح يوم عيد الأضحى المبارك.
ويُقدّر عدد الحجاج هذا العام بملايين المسلمين القادمين من مختلف أنحاء العالم، في أجواء إيمانية تسودها الطمأنينة والانضباط، وسط إشادة دولية بالتنظيم والخدمات المقدمة.
