الشباب المغربي يعزز الدبلوماسية الموازية في كندا عبر حوار ثقافي بمونتريال

القضية بريس15 يونيو 2025آخر تحديث : منذ 6 أشهر
القضية بريس
سياسة
الشباب المغربي يعزز الدبلوماسية الموازية في كندا عبر حوار ثقافي بمونتريال

في خطوة تعكس الدينامية الجديدة للعلاقات المغربية الكندية، نظم مجلس الشباب المغربي للتعاون الدبلوماسي والدولي، يوم الجمعة 13 يونيو الجاري، حدثًا شبابيًا نوعيًا بمدينة مونتريال، بشراكة مع دار المغرب والمجلس الوطني لإدماج الكفاءات المغربية في العالم، وبحضور رسمي لممثلية المملكة المغربية بكندا.

 

وشارك في اللقاء محمد المهدي كعوان، ممثل البعثة الدبلوماسية المغربية، إلى جانب ثلة من الشباب المغاربة والكنديين، وعدد من الكفاءات المغربية المقيمة بكندا، وفعاليات أكاديمية ومدنية بارزة. وقد شكّل هذا الحدث منصة حوار وتبادل بين أجيال جديدة من الشباب، جمعت بين الطموح والحيوية، في سياق ثقافي يعكس التعدد والانفتاح الذي يميز كندا، والعمق الحضاري للمغرب.

 

في كلمته الافتتاحية، أكد السيد معتز كبري، رئيس مجلس الشباب المغربي للتعاون الدبلوماسي والدولي، أن هذه المبادرة تندرج في إطار الرؤية السامية لجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الذي ما فتئ يؤكد على اعتبار شباب مغاربة العالم طاقة وطنية لا تُقدّر بثمن، ومصدر إشعاع حضاري في مختلف المحافل الدولية، وليسوا عبئًا على الوطن. كما أشار إلى أن هذا التوجه يجد امتدادًا طبيعيًا في الرؤية الطموحة لصاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن حفظه الله، الذي يجسد قدوةً لجيل جديد يسير بثقة نحو المستقبل، متمسكًا بثوابته الوطنية ومنفتحًا على العالم بروح خلاقة ومسؤولة.

 

وأضاف كبري أن اللقاء ليس دعوة إلى الانصهار، بل إلى التفاعل الإيجابي والتكامل الثقافي، في إطار دبلوماسية شبابية تعكس صورة المغرب المتعددة والمنفتحة، وتسعى إلى نسج حوارات خلاقة بين العمق المغربي المتشبث بأصالته، والروح الكندية المتسمة بالانفتاح والتنوع.

 

من جهتها، شددت إكرام أزهروان، سفيرة المجلس لدى كندا، على أهمية الدور الذي يلعبه الشباب المغربي في كندا باعتبارهم عناصر فاعلة في التنمية وصناعًا للتغيير الإيجابي. كما نوهت بالدور الداعم الذي تقوم به السفارة المغربية بكندا في مواكبة الجالية، وخاصة في إشراك الشباب في المبادرات الثقافية والدبلوماسية، بما يعزز اندماجهم دون التفريط في هويتهم وموروثهم الثقافي.

 

وأكد محمد المهدي كعوان، ممثل البعثة الدبلوماسية المغربية في كندا، أن اللقاء يجسد الدينامية المتجددة التي تعرفها العلاقات المغربية الكندية، مشيرًا إلى أن الشباب يشكلون ركيزة أساسية في تقوية التقارب الثقافي والدبلوماسي بين البلدين. كما نوّه بالدور الذي يلعبه مجلس الشباب المغربي للتعاون الدبلوماسي والدولي في تعزيز الروابط بين الجالية المغربية والشباب الكندي، مؤكدًا على أهمية الدبلوماسية الموازية التي يقودها الشباب في ترسيخ قيم الحوار والانفتاح.

 

وفي السياق ذاته، اعتبرت هدى الزموري، مديرة دار المغرب، أن الشباب المغربي والكندي مدعوون اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى إرساء مسارات مستدامة للتقارب الحضاري والتفاهم الثقافي، مشيرة إلى أن الفضاءات التي تتيحها المؤسسة تُمثل منصات حيوية لاحتضان المبادرات الشبابية الخلاقة، وتعزيز قيم التعايش والانفتاح المتبادل. وشددت الزموري على أن الفعاليات المشتركة تشكل أدوات فعالة لنسج علاقات إنسانية قائمة على وحدة القيم والمبادئ الكونية، بعيدًا عن الحدود الجغرافية.

 

أما سلمى الركراكي، رئيسة المجلس الوطني لإدماج الكفاءات المغربية في العالم، فقد اعتبرت أن الشباب المغربي المقيم بالخارج يشكل قوة ناعمة استراتيجية تعزز صورة المغرب في العالم، مؤكدة أن النجاحات التي يحققها هؤلاء الشباب دليل على قدرتهم على الإسهام بفعالية في الميادين الاقتصادية والثقافية والسياسية. ودعت إلى إشراكهم بشكل أكبر في رؤية الدولة المتعلقة بالدبلوماسية الموازية، والابتكار، وريادة الأعمال، بما يخدم التعاون بين المغرب وكندا.

 

وقد شهد اللقاء تفاعلًا متميزًا من طرف الحضور، من أكاديميين وفاعلين مدنيين كنديين ومغاربة، الذين عبّروا عن تقديرهم الكبير للنموذج المغربي القائم على الاعتدال والانفتاح والتعدد، مشيدين بمبادرات المغرب في تمكين الشباب وداعين إلى تعزيز الشراكات بين المؤسسات الكندية والمغربية في مجالات التعليم، التكنولوجيا، والابتكار الثقافي.

 

كما سجل الحدث حضورًا بارزًا لأعضاء مجلس الشباب المغربي للتعاون الدبلوماسي والدولي بكندا، الذين ساهموا في تنظيم وتأطير اللقاء، وأكدوا جاهزيتهم الكاملة لتمثيل المغرب بروح عالية من المسؤولية والالتزام، وعكس صورة مشرقة عن الشباب المغربي في الخارج. وقد أبانوا عن حس دبلوماسي متميز، ووعي جماعي بضرورة تعزيز انخراطهم في خدمة قضايا الوطن، من خلال آليات التواصل الحضاري والدفاع الثقافي الإيجابي.

الاخبار العاجلة