في هذا الحوار، تتحدث البرلمانية نبيلة منيب، الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، عن رؤيتها لما يجري اليوم في منطقة الشرق الأوسط، وترى أن الأحداث الجارية ليست سوى استمرار لمخطط استعماري خطير يستهدف فلسطين، وشعوب المنطقة عمومًا، لصالح قوى الهيمنة الإمبريالية والصهيونية العالمية.
سؤال: دكتورة منيب، كيف ترون ما يحدث حاليًا في الشرق الأوسط، خاصة في ظل التصعيد الإسرائيلي ضد الفلسطينيين؟
نبيلة منيب: ما يقع اليوم هو استمرار لمسلسل طويل من الصراعات، وليس وليد اللحظة. إنه جزء من مشروع قديم اسمه “الشرق الأوسط الكبير”، والذي كانت تسعى القوى الإمبريالية من خلاله إلى إعادة هندسة خريطة المنطقة بما يخدم مصالحها، خصوصًا الاقتصادية والجيواستراتيجية. هذه المنطقة غنية بالثروات، كانت سابقًا ممرًا لطريق الحرير، واليوم يريدون تحويلها إلى ممر لأنابيب النفط والغاز، تحت السيطرة الكاملة.
سؤال: هل تعتبرون أن القضية الفلسطينية ضمن هذا المخطط؟
منيب: طبعًا. تصفية القضية الفلسطينية كانت في صلب هذا المشروع. ما سمي بـ”صفقة القرن” هو مجرد عنوان لمحاولة القضاء على حق الشعب الفلسطيني في أرضه، وتحويل الدول العربية إلى كيانات خاضعة، منزوعة القرار، تحت قبضة الكيان الصهيوني والولايات المتحدة.
سؤال: الأحداث التي انطلقت منذ 7 أكتوبر أثارت الكثير من الجدل، كيف تقرأونها في هذا السياق؟
منيب: ما جرى ويجري منذ 7 أكتوبر وما بعده، خصوصًا في غزة، هو جرائم حرب حقيقية. هناك إبادة وتدمير ممنهج، استهداف للأطفال والنساء، دمار للمستشفيات، للبنية التحتية، وحتى للمقابر. إنه استهداف للحياة بكل معانيها. والمقلق أكثر هو أن هذا يحدث تحت أنظار العالم، وبدعم مباشر من الولايات المتحدة الأمريكية، التي تحركت بالبوارج والسلاح، بينما أوروبا صمتت أو اكتفت بتصريحات باردة لا ترقى لحجم المأساة.
سؤال: وماذا عن التصعيد الإسرائيلي الأخير تجاه إيران؟
منيب: التصعيد ضد إيران جزء من خطة أكبر. أمريكا كانت تتحدث عن مفاوضات نووية، ولكن في الحقيقة كانت تخدع إيران، وتعد الأرضية لضربات إسرائيلية ممنهجة. لا يمكن للكيان الصهيوني أن يتحرك وحده. التنسيق مع واشنطن واضح. الهدف ليس فقط إيران، بل منع أي قوة إقليمية من التموقع أو التوازن، سواء عسكريًا أو اقتصاديًا.
سؤال: هل تعتقدون أن هذا الصراع مرتبط أيضًا بصعود قوى دولية جديدة كالصين وروسيا؟
منيب: بالتأكيد. نحن نعيش نهاية مرحلة وبداية أخرى. الغرب، وعلى رأسه أمريكا، يشعر بتهديد حقيقي من صعود قوى كالصين وروسيا ودول “البريكس”. لذلك يحاولون إعادة إحكام قبضتهم على مناطق النفوذ، وضمنها الشرق الأوسط وأفريقيا. إنه صراع على الخيرات، على السيطرة، وعلى من سيقود العالم في العقود القادمة.
سؤال: في ظل هذا السياق، ما الذي تطالبون به كقوى سياسية تقدمية؟
منيب: نطالب العالم الحر بالتحرك. آن الأوان لوقف هذا الجنون. لا نريد مواجهات عسكرية مدمرة، بل مفاوضات تضمن الأمن والسلم للشعوب كافة، وليس فقط لإسرائيل. نريد أن يتصالح الإنسان مع إنسانيته. وأن لا يُسمح مرة أخرى بتكرار نفس السيناريوهات التي أدخلتنا في جحيم الحروب والاستبداد.







































