الثلاثاء 8 يوليوز 2025
شهد نادي الرجاء الرياضي لكرة القدم محطة انتخابية حاسمة، توّجت بعودة جواد الزيات إلى رئاسة الفريق الأخضر، بعد فوزه في اقتراع عرف منافسة قوية بين ثلاثة مرشحين، وذلك خلال الجمع العام العادي وغير العادي لموسم 2024-2025، المنعقد ليلة الاثنين – الثلاثاء بأحد فنادق الدار البيضاء.
وتميّز هذا الجمع العام بأجواء مشحونة، إذ تأخرت انطلاقته لعدة ساعات بسبب جدل قانوني حول لائحة تضم 16 منخرطًا جديدًا، قبل أن يتم اتخاذ قرار يقضي باستبعاد عشرة أسماء منها، عقب اجتماع ضم عبد السلام بلقشور رئيس العصبة الوطنية الاحترافية، ومرشحي الرئاسة الثلاثة: عبد الله بيرواين، سعيد حسبان، وجواد الزيات.
بعد تجاوز الخلافات الإجرائية، صادق الجمع العام، بإجماع الحاضرين، على إحداث الشركة الرياضية، في خطوة اعتُبرت أساسية للامتثال للإصلاحات القانونية والحوكمة الحديثة للأندية المغربية.
في الشق التقييمي، أثار عرض التقريرين الأدبي والمالي نقاشًا حادًا بين المنخرطين، حيث اعتبر العديد منهم أن حصيلة الموسم المنصرم كانت سلبية على جميع المستويات، سواء من حيث النتائج الرياضية أو الوضعية المالية المتأزمة.
تفاصيل الاقتراع.. سباق على مرحلتين
انطلقت عملية التصويت وسط حضور مكثف من المنخرطين، ليتنافس على الرئاسة كل من الرئيس المؤقت عبد الله بيرواين، والرئيس الأسبق سعيد حسبان، وجواد الزيات العائد إلى المشهد.
في الدور الأول من الاقتراع، تقدم الزيات بحصوله على 67 صوتًا، مقابل 40 صوتًا لعبد الله بيرواين، فيما حل سعيد حسبان ثالثًا بـ34 صوتًا، ليُقصى من المنافسة.
في الدور الثاني، احتدمت المنافسة بين الزيات وبيرواين، قبل أن تُرجح الأصوات كفة الزيات، الذي حصد 91 صوتًا، ليتفوق على بيرواين الذي نال 43 صوتًا، ويُعلن رسميًا رئيسًا جديدًا للنادي.
عودة بخبرة وتجربة
يُذكر أن جواد الزيات سبق أن قاد الرجاء الرياضي بين سنتي 2018 و2020، حيث حقق الفريق في عهده ثلاثة ألقاب هامة: الدوري الاحترافي المغربي، وكأس الكونفدرالية الإفريقية، وكأس السوبر الإفريقي، ما جعل جزءًا كبيرًا من جماهير النادي تراهن على خبرته وتجربته لقيادة الرجاء نحو استقرار مؤسسي ورياضي طال انتظاره.
تطلعات وتحديات
يواجه المكتب الجديد تحت رئاسة الزيات عدة تحديات كبيرة، من أبرزها:
تدبير الأزمة المالية وتسوية التزامات مستعجلة تجاه اللاعبين والمدربين السابقين.
تدعيم التركيبة البشرية للفريق الأول بلاعبين في مستوى التطلعات.
إعادة هيكلة التسيير الإداري ورفع جودة الحكامة الداخلية.
تعزيز مركز التكوين واستثمار طاقات الفئات العمرية.
كما يُعول أنصار “النسور الخضر” على هذه المرحلة الجديدة لاستعادة التوازن المفقود وتحقيق إنجازات تليق بتاريخ الرجاء العريق ومكانته القارية.
في انتظار الشروع الفعلي في تنزيل مشروعه، يجد الزيات نفسه أمام مسؤولية جسيمة لإعادة الثقة لجماهير النادي، وضمان نجاح التحول إلى نموذج الشركة الرياضية بروح جماعية وتدبير احترافي.
