عودة الزمن الجميل في عرض مسرحي استثنائي: “سري مري” يحيي روح “مسرح الحي”

القضية بريس21 يوليو 2025آخر تحديث : منذ 5 أشهر
القضية بريس
فن وثقافة
عودة الزمن الجميل في عرض مسرحي استثنائي: “سري مري” يحيي روح “مسرح الحي”
كريم حدادي

في ليلة ينتظرها عشاق الكوميديا المغربية بشغف، يلتقي الجمهور مجددًا مع نخبة من نجوم “مسرح الحي”، في عرض مسرحي جديد يحمل عنوانًا غامضًا ومثيرًا: **”سري مري”**. الموعد مساء السبت 2 غشت 2025، على خشبة المركب الثقافي محمد زفزاف المعاريف بالدار البيضاء، ابتداءً من الساعة التاسعة ليلاً.

 

العمل الجديد ليس مجرّد مسرحية عابرة، بل محاولة فنية لإعادة وصل ما انقطع، وإحياء زمن مسرحي ارتبط في أذهان المغاربة بالكوميديا الذكية والضحكة النابعة من القلب. فبقيادة جمعية فرقة الخياري للمسرح والفنون (ATKTA)، يعود طيف “مسرح الحي” من خلال طاقم تمثيلي يعرف كيف يُداعب الذاكرة ويخاطب الوجدان.

 

المسرحية من تأليف الكاتب مصطفى قيمي، وإخراج عبد الإله عاجل، أحد أبرز صانعي تجربة “مسرح الحي”، وتجمع فوق الخشبة عددًا من الأسماء التي ساهمت في ترسيخ الكوميديا المسرحية كفن يحاكي الواقع ويضفي عليه بعدًا إنسانيًا.

 

محمد الخياري، عبد الإله عاجل، نجوم الزوهرة، إبراهيم خاي، جواد السايح، سعيد لهليل، وأخيرًا محمد أمين لبصل، نجم “ستاند آب 2024″، يجتمعون في عرض يُراهن على المزج بين تجارب مختلفة وأجيال متباعدة، ضمن رؤية إخراجية تبحث عن التوازن بين الحنين والتجديد.

 

في تصريح خصّ به “القضية بريس”، أوضح الفنان محمد الخياري أن المسرحية تدور أحداثها في حي مهمّش واقع بين المدارين الحضري والقروي. هذا الحي، المنسي والمغيب، يتحول فجأة إلى بؤرة صراع بعد الإعلان عن مشروع ضخم يُزمع إنجازه فيه. وهكذا، تبدأ رحلة الأطماع والتلاعبات، حيث يحاول كل طرف الاستئثار بأكبر جزء من “الكعكة”، في إسقاطات تلامس واقعًا معاشًا وتنبش في مفارقات اجتماعية يعرفها الجميع.

 

فرقة “مسرح الحي” ليست مجرد مجموعة مسرحية، بل ظاهرة فنية أثرت الحياة الثقافية في المغرب منذ أواخر الثمانينيات. عبر عروض مثل “شرح ملح”، “حب وتبن”، و”عطيني وقتك”، استطاعت الفرقة أن تحوّل مواضيع اجتماعية حساسة إلى مشاهد ساخرة، قريبة من الناس، وتُلقي الضوء على همومهم بجرعة من الدعابة والصدق الفني.

 

“سري مري” لا تعد فقط بالضحك، بل تسعى لتقديم تجربة مسرحية ناضجة، تستحضر الذاكرة دون أن تُسجن فيها. هي عودة تحمل في طياتها شغفًا قديمًا، يواكب نبض التحولات الاجتماعية، ويتفاعل معها بلغة المسرح وحرارة الخشبة.

 

في زمن تتعالى فيه الأسئلة حول دور الفن وسط التحولات الكبرى، يبدو أن “مسرح الحي” – بروحه وأبطاله – يصر على أن المسرح ما زال قادرًا على التأثير، والإضحاك، وربما التغيير.

WhatsApp Image 2025 07 21 at 14.57.07 - أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

الاخبار العاجلة