خط الغاز المغربي-النيجيري: مشروع طموح يعزز مكانة المغرب الطاقية

القضية بريس17 أغسطس 2025آخر تحديث : منذ 4 أشهر
القضية بريس
اقتصاد
خط الغاز المغربي-النيجيري: مشروع طموح يعزز مكانة المغرب الطاقية
القضية بريس

بدأ المغرب تنفيذ مشروع خط أنابيب الغاز النيجيري المغربي (NMGP)، الذي يمتد نحو 5600 كيلومتر ويربط 13 دولة أفريقية قبل تصدير الغاز إلى أوروبا. وأكدت صحيفة “نويفا تريبونا” الإسبانية المتخصصة في المجال الاقتصادي، أن المشروع يعكس الطموح المغربي لتعزيز دوره كمحور طاقي في القارة، ويمثل فرصة لتحقيق التكامل الاقتصادي الإقليمي وتعزيز مكانة المغرب في سوق الطاقة العالمي.

 

ذكرت نويفا تريبونا أن المغرب أحرز تقدمًا ملموسًا بعد استكمال مراحل دراسة الجدوى الأولية، مع التركيز على ربط مينائي الناظور والداخلة. وأوضحت الصحيفة أن المشروع يشكل نقطة تحول في البنية التحتية للطاقة، ويوفر مسارًا جديدًا وآمنًا لنقل الغاز الطبيعي إلى أوروبا، بما يدعم الطلب المتزايد على الطاقة.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن وزيرة التحول الطاقي والتنمية المستدامة المغربية، ليلى بن علي، أعلنت عن استثمار بقيمة 6 مليارات دولار لتشييد البنية التحتية، وتركيب المعدات، وتطوير التقنيات اللازمة لضمان كفاءة وسلامة خط الأنابيب. وأكدت الصحيفة أن هذا الاستثمار يعكس التزام المغرب بمشروع طويل المدى يسهم في تعزيز قدراته في نقل الطاقة إلى الأسواق الإقليمية والدولية.

 

وفقًا لتقرير نويفا تريبونا، فإن التمويل يلعب دورًا حاسمًا في إنشاء ممر طاقي يسمح بنقل الغاز من نيجيريا إلى المغرب ثم إلى أوروبا، كما سيوفر فرص عمل واسعة في مجالات الهندسة والتشغيل والصيانة، ويعزز تطوير المهارات التقنية للكوادر المحلية في الدول التي سيمر بها خط الأنابيب.

 

أوضحت أن المشروع يسهم في تعزيز التكامل الاقتصادي بين دول العبور والأسواق الأوروبية، ويوفر تدفقًا مستقرًا للغاز الطبيعي، مما يزيد من أمن الطاقة ويقلل الاعتماد على الوقود الأحفوري المستورد. وأكدت الصحيفة أن المشروع يمكّن المغرب من العمل كمنصة طاقية استراتيجية ويخلق فرص استثمارية جديدة على الصعيد الإقليمي والدولي.

 

ذكر التقرير أن نجاح المشروع يعتمد على التعاون الدولي، وقد تم توقيع مذكرة تفاهم بين الشركة الوطنية النيجيرية للبترول (NNPC)، والمكتب الوطني المغربي للهيدروكربونات والمعادن (ONHYM)، وشركة الغاز التوغولية، خلال اجتماعات عقدت بالرباط في يوليو 2025. وأكدت الصحيفة أن أمينة بن خضراء، المديرة العامة للمكتب الوطني للهيدروكربورات والمعادن، أكدت دخول المشروع مرحلة حاسمة مع توقيع قادة دول العبور على الاتفاق الإطاري النهائي.

 

وأفادت نويفا تريبونا أن المشروع سيعزز ربط المغرب بشبكة الطاقة الداخلية ويقوي مكانته كمركز استراتيجي للطاقة في المنطقة. ونقلت الصحيفة عن محمد بودن، المتخصص في الشؤون الدولية، أن المشروع سيعزز التنمية الاقتصادية والسياسية للمغرب، ويضعه في موقع مستثمر فاعل في أفريقيا، ويجذب الانتباه الدولي لنفوذه المتنامي في قطاع الطاقة. كما أكدت الصحيفة أن المشروع سيسهم في الانتقال إلى طاقة أنظف وأكثر استدامة، بما يتماشى مع أهداف التنمية العالمية.

 

ذكرت نويفا تريبونا أن المشروع حظي بدعم إضافي بعد إعلان مشاركة الإمارات العربية المتحدة في تمويله، إلى جانب مستثمرين كبار ومؤسسات مالية مثل البنك الأوروبي للاستثمار والبنك الإسلامي للتنمية وصندوق أوبك، وتم اختيار مجموعة جينغيي ستيل الصينية لتوريد الأنابيب اللازمة، بهدف تنويع مسارات التصدير والحد من حرق الغاز وتحقيق نقلة نوعية في مشهد الطاقة بالمنطقة.

 

وأوضحت نويفا تريبونا أن التنافس بين المغرب والجزائر يمتد إلى قطاع الطاقة، حيث يسعى كلا البلدين لنقل الغاز الأفريقي إلى أوروبا. وأكدت الصحيفة أن خط أنابيب الجزائر–نيجيريا يمتد 4000 كيلومتر ويكلف حوالي 12.75 مليار يورو، ويمر عبر دول أقل، ما يجعله أسرع وأقل تكلفة مقارنة بالمشروع المغربي الذي يمر عبر 13 دولة، فيما يسعى المغرب لتعزيز دوره كلاعب محوري في شبكات الطاقة الإقليمية، بما يعزز الأمن الطاقي والاستقرار الاقتصادي ويخلق فرص عمل وتدريب محلية.

 

وأشارت الصحيفة الاسبانية إلى أن مشروع خط أنابيب الغاز بين نيجيريا والمغرب يمثل مبادرة تحويلية لتعزيز أمن الطاقة، التكامل الإقليمي، وترسيخ مكانة المغرب كلاعب رئيسي في قطاع الطاقة العالمي. وأكدت الصحيفة أن المشروع، بفضل الاستثمارات الضخمة والشراكات الاستراتيجية والالتزام المستمر، يسير على الطريق الصحيح ليصبح ركيزة أساسية للبنية التحتية للطاقة في المغرب والمنطقة بأكملها.

الاخبار العاجلة