تشهد العاصمة السودانية الخرطوم منذ بداية شهر غشت 2025 حركة عودة مكثفة للنازحين، بعد أشهر من النزوح القسري نتيجة الصراع بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع. ووفق تقديرات الأمم المتحدة، فإن نحو 1.2 مليون شخص عادوا إلى مناطقهم خلال الأشهر الماضية، مع توقعات بوصول العدد إلى 2 مليون نسمة بنهاية العام الجاري إذا استمرت ظروف الأمن والخدمات الأساسية مستقرة.
ويواجه العائدون تحديات كبيرة رغم توقف القتال، حيث أن العديد من المنازل والبنى التحتية تضررت بشكل كبير. وتعمل السلطات السودانية ومنظمات الإغاثة الدولية على إعادة تأهيل الخدمات الأساسية، بما في ذلك المياه والكهرباء والرعاية الصحية. وتشير التقارير إلى أن العاصمة بحاجة إلى إصلاح نحو 1700 بئر مياه وتزويد المستشفيات بمعدات أساسية لضمان الرعاية الطبية العاجلة، إضافة إلى تعزيز شبكة الكهرباء باستخدام حلول الطاقة المستدامة.
كما يواجه العائدون خطر محدود من انعدام الأمن في بعض المناطق المتضررة، وهو ما يجعل وجود فرق حماية ومراقبة أمنية ضروريًا لضمان استقرار السكان أثناء إعادة توطينهم. وتؤكد المنظمات الإنسانية على أهمية توفير المساعدات الغذائية والمياه النظيفة والخدمات الصحية لتسهيل العودة الآمنة وإعادة بناء حياة النازحين.
وتعد هذه الموجة من العودة مؤشرًا على رغبة السودانيين في استعادة حياتهم الطبيعية وبناء مستقبل أفضل، بعد أشهر من النزوح القسري الذي أثر على ملايين المواطنين، وأدى إلى ارتفاع مستويات الفقر والجوع في العديد من الولايات. وتظل عودة النازحين مرتبطة بتحسن الوضع الأمني واستقرار الخدمات الأساسية، وهو ما تعمل عليه الحكومة والمنظمات الدولية في الوقت الراهن.
