من سلا، المدينة التي يغازل نهرها البحر وتهمس أزقتها بروح الموسيقى، خرج صوت شاب اسمه عبد العزيز الزعزاع، أو كما يناديه جمهوره بـ عزيز الزعزاع. منذ الخامسة عشرة، حمل بين يديه بذرة حلم صغيرة، وروّى جذورها باللحن والكلمة والإحساس، ليكبر معها فنان يعرف أن الفن ليس مهنة فحسب، بل قدر يكتب على أوتار القلب.
صوت الزعزاع ليس عادياً، إنه دفء يذيب المسافات بين الشرق والغرب، بين الأمس واليوم. حين يغني، يفتح باباً على الطرب العربي الأصيل، ثم ينزاح بخفة نحو الراي والبوب المغربي، ويعرّج على المواويل والكلاسيكي العربي، قبل أن يعانق الشعبي والخليجي. كأن صوته جسر من ألوان، لا يعرف الحدود، ولا يخضع لقالب واحد.
أولى خطواته كانت سنة 2018 مع أغنية “Viva Morocco”، نشيداً مشحوناً بالحماس للاحتفال بتأهل المنتخب الوطني إلى مونديال روسيا. بعدها، في 2023، ارتفع صوته أكثر ليحمل وجع فلسطين في أغنية “غزة العزة”، صرخة إنسانية تنزف لحنها. وفي 2024، جاء بصوت مبلل بالخشوع عبر أغنية “يا رمضان”، حيث اختلط الدعاء بذكريات البيوت المغربية في الشهر الفضيل. وفي نفس العام، رسم بصمته كملحن في أغنية “هل هلالك” للفنانة زهراء درير، مؤكداً أن طاقته لا تنحصر في الغناء وحده.

لكن صوته لم يبق حبيس الأستوديو. فقد انفتح على الميكروفونات والمنصات، من لقاء إذاعي مع الصحفية ريم شماعو على الإذاعة الوطنية، إلى مشاركته في Rabat Jeunesses، وحضوره في حفلات Open Stage، ثم ظهوره في حفلات جماهيرية بمراكز التسوق. أما سنة 2025، فقد شكّلت منعطفاً مضيئاً في مساره بقبوله في برنامج المواهب Starlight، إلى جانب حضوره الإنساني في حفلات خيرية بمستشفى الأطفال السويسي، حيث جعل من صوته بلسمًا يخفف بعض الألم.
واليوم، يتهيأ عبد العزيز الزعزاع ليُطل من جديد عبر أغنيته القادمة “هجرك زادني كسور”، ويواصل الحلم مع فرقته Guitar Band، ويشتغل على باقة من عشرة أعمال جديدة من كلماته وألحانه، بتوزيع الفنان محمد أفتاحي.
عبد العزيز الزعزاع ليس مجرد مطرب شاب يطارد الأضواء، بل فنان يكتب قصص الناس بصوته، ويحوّل اللحظة الغنائية إلى رحلة مشحونة بالحب والأمل. صوته وعدٌ بالمستقبل، ورسالة تذكّر أن الفن حين يكون صادقاً، يصبح حياة.







































