أعلنت إسرائيل وحركة حماس اليوم الخميس 9 أكتوبر 2025 عن التوصل إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، برعاية دولية تضمنت وساطة الولايات المتحدة وقطر ومصر وتركيا، بهدف إنهاء العمليات العسكرية وفتح المجال أمام تبادل الأسرى وتقديم المساعدات الإنسانية.
ويتضمن الاتفاق ثلاث مراحل رئيسية. المرحلة الأولى تشمل وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع، مع تبادل الأسرى من النساء والأطفال وكبار السن، وإدخال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى القطاع. المرحلة الثانية تتضمن انسحابًا تدريجيًا للقوات الإسرائيلية من غزة وعودة السكان إلى شمال القطاع، إلى جانب استمرار تبادل الأسرى وفق الجدول المتفق عليه. أما المرحلة الثالثة، فتتعلق بوضع آليات لإعادة إعمار غزة وتثبيت وقف دائم لإطلاق النار، مع متابعة دولية لضمان تنفيذ البنود الإنسانية والسياسية.
وأثنى المجتمع الدولي على الاتفاق. وقد وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاتفاق بأنه خطوة مهمة نحو سلام دائم، مشيدًا بالدور الذي لعبته الدول الوسيطة في التوصل إليه. كما دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأطراف إلى استغلال الاتفاق لإطلاق مسار سياسي حقيقي نحو حل الدولتين، مؤكداً استعداد المنظمة لدعم التنفيذ الإنساني وإعادة الإعمار.
ورحبت فرنسا وبريطانيا وألمانيا بالاتفاق، معتبرة أنه فرصة لتعزيز الثقة بين الأطراف، مع استعداد هذه الدول للمساهمة في جهود إعادة إعمار غزة. وأعربت الصين عن أملها في أن يسهم الاتفاق في تهدئة الأوضاع الإنسانية والسياسية في القطاع. وفي العالم العربي، اعتبرت مصر والسعودية وقطر وتركيا الاتفاق خطوة تاريخية نحو استقرار المنطقة، فيما شدد الأردن ولبنان على ضرورة حماية الحقوق الفلسطينية وضمان حل سياسي شامل.
وعلى المستوى المحلي، رحب رئيس الوزراء الإسرائيلي بالاتفاق، واعتبره نجاحًا دبلوماسيًا وأخلاقيًا، فيما أعرب بعض المسؤولين عن مخاوف بشأن إطلاق سراح قيادات فلسطينية. من جهتها أكدت حماس التزامها الكامل بالاتفاق، مشددة على ضرورة احترام إسرائيل لجميع البنود الإنسانية.
ويُنظر إلى هذا الاتفاق كفرصة لتعزيز الاستقرار في غزة والمنطقة، وسط أمل دولي وعربي في أن يؤدي إلى تخفيف معاناة المدنيين وفتح مسار سياسي طويل الأمد.
