في فضاء يغمره الضوء وتغنيه الألوان بنغمها الصامت، افتتحت مؤسسة Imagaleries يوم 16 أكتوبر 2025 بالمكتبة الوسائطية في الدار البيضاء معرضها الجماعي للفن التشكيلي تحت عنوان شاعري: «حين تتكلم الريشة بلغات مختلفة».
حدثٌ فنيّ جمع أجيالاً وأساليب متعددة، حيث تحاور الفنانون المغاربة عبر لوحاتهم التي تتنوع بين التجريد والواقعية والسريالية والخط العربي الأصيل، لتجتمع كلها في نسيج واحد يحكي غنى التجربة التشكيلية المغربية.
المعرض، الذي يمتد إلى 30 أكتوبر الجاري، ليس مجرد عرضٍ للألوان والظلال، بل رحلة في ذاكرة الجمال المغربي. كل لوحة فيه تنبض بإحساس مختلف، بعضها يروي حكاية الضوء المراكشي، وبعضها يعيد صياغة الصمت بألوانٍ لا تعرف الخوف من الفراغ.
في حديثها لـ”القضية بريس”، قالت إيمان الطريبق، ممثلة مؤسسة Imagaleries: «أردنا لهذا المعرض أن يكون فضاءً للحوار الجمالي، لا مجرد جدران تُعلّق عليها اللوحات. سعينا لتقديم تجربة بصرية متنوّعة تُبرز ثراء المدارس الفنية بالمغرب، وإتاحة فرصة للفنانين الشباب ليكونوا قريبين من الجمهور».
وشارك في هذا الحدث الفني نخبة من الأسماء البارزة:
رجاء بنيعيش، شيماء فضلي، وفاء رواح، هبة فرحات، سمير عثمان، كنزة زروق، بشرى زروق، كوثر بوسحابي، هدى الشريف الطريبق، أحمد اليافي، هدى بلقاري، مهدي مرجاني، فاطمة الزهراء فرحات، وLiza Martinsky، وهي أسماء تمثل تنوع التجربة التشكيلية المغربية بين الأصالة والتجريب، بين حسّ التراث وانفتاح الحداثة.
الأعمال المعروضة تتلاعب بالضوء والظل، وتبني حواراتٍ بصرية بين المرئي والمخفي، الذاكرة والواقع.
في بعض اللوحات، يبدو اللون كأنه يحاول الهروب من سطحه ليصير فكرة؛ وفي أخرى، يخفت الصخب ليترك المجال لحسٍّ إنسانيّ عميق يتأمل تحولات المجتمع المغربي.
تُعد مؤسسة Imagaleries من الفضاءات الفنية الصاعدة التي بدأت تُرسّخ حضورها في المشهد التشكيلي الوطني، بفضل جرأتها في تقديم تجارب فنية تمزج بين الجودة والتجديد، وتجعل من الفن جسراً بين الفنان والمتلقي.
ومنذ افتتاح المعرض قبل يومين، تتهادى الخطى بين أروقته كما لو أنها تسير في ممر من الضوء والألوان.
تُصغي العيون إلى نبض الريشة وهي تتحدث بلغاتها المختلفة، حتى نهاية أكتوبر الجاري، لتبقى اللوحات شاهدة على أن الفن لا يُختتم… بل يمتد في الزمن مثل نبضٍ لا يهدأ.







































