بوجدور تتزين بروح المسيرة الخضراء في ذكراها الخمسين

القضية بريس19 أكتوبر 2025آخر تحديث : منذ شهرين
القضية بريس
جهات
بوجدور تتزين بروح المسيرة الخضراء في ذكراها الخمسين

تعيش مدينة بوجدور هذه الأيام على إيقاع استعدادات مكثفة ومشاريع متعددة، احتفاءً بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة، تلك الملحمة الوطنية التي صنعت صفحة مشرقة في تاريخ المغرب الحديث وأرست دعائم الوحدة الترابية للمملكة.

 

وتأتي هذه الذكرى الخالدة في أجواء من التعبئة الوطنية التي يشرف عليها المجلس الإقليمي لبوجدور برئاسة أحمد خيار، بتنسيق مع السلطات المحلية وفعاليات المجتمع المدني، من أجل إنجاح برنامج احتفالي يليق بمكانة المدينة ورمزية هذا الحدث التاريخي.

 

منذ أسابيع، يشرف رئيس المجلس الإقليمي على سلسلة من الاجتماعات التحضيرية بمشاركة مختلف المصالح الإدارية والجماعية والجمعوية، لتسطير برنامج متنوع يجمع بين الأنشطة الثقافية والفنية والرياضية والاجتماعية، حرصًا على أن تعكس الاحتفالات صورة بوجدور كرمز للوحدة والوفاء، وأن تعبّر عن اعتزاز الساكنة بملحمة المسيرة الخضراء التي أعادت الصحراء إلى حضن الوطن الأم.

 

عرفت مختلف الجمعيات والتعاونيات المحلية تعبئة واسعة، من خلال تنظيم ورشات تطوعية لتزيين الشوارع والساحات العامة استعدادًا للمناسبة، إلى جانب التحضير للعروض الفنية والأنشطة التراثية التي ستُقام بهذه الذكرى الوطنية المجيدة. كما أعلنت مجموعة من التعاونيات النسائية والحرفية عن تنظيم معارض للمنتوجات المحلية التي تعكس غنى الموروث الثقافي والاقتصادي للمنطقة.

 

تُعد مدينة بوجدور من المدن الصحراوية التي انبثقت من رحم المسيرة الخضراء، حيث انطلقت مسيرتها التنموية مباشرة بعد استرجاع الأقاليم الجنوبية سنة 1975. ومنذ ذلك التاريخ، عرفت المدينة تحولات عميقة ومحطات بارزة في مسارها التاريخي، انطلقت خلال الثمانينيات بأوراش التهيئة وبناء الميناء الذي أصبح اليوم ركيزة أساسية في الاقتصاد المحلي، ثم توسعت خلال التسعينيات لتشمل المشاريع الحضرية والخدمات الأساسية، قبل أن تعرف في العهد الجديد طفرة نوعية جعلتها نموذجًا للتنمية المستدامة بفضل برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ومخطط تنمية الأقاليم الجنوبية.

 

واليوم، تواصل بوجدور ترسيخ مكانتها كقطب تنموي صاعد في مجالات الصيد البحري والطاقات المتجددة والسياحة البيئية، من خلال دينامية جديدة يقودها المجلس الإقليمي بشراكة مع مختلف الفاعلين المحليين والجهويين.

 

ويتضمن البرنامج الاحتفالي المرتقب تنظيم ندوات فكرية حول المسيرة الخضراء ورمزية الوحدة الوطنية، وسهرات فنية وطنية وسباقات رياضية ومعارض للفنون التشكيلية والتراث الحساني، إلى جانب كرنفال احتفالي يجوب الشوارع الرئيسية بمشاركة تلاميذ المؤسسات التعليمية وجمعيات الفروسية وفرق الفولكلور الحساني الأصيل.

 

منذ تأسيسها، ظلت بوجدور وفية لشعارها الراسخ “بوجدور… مدينة التحدي والإصرار”، وهي اليوم تؤكد، من خلال هذا الاستعداد الكبير، أن روح المسيرة الخضراء ما تزال تنبض في قلوب أبنائها، وأنها ماضية بثقة في درب التنمية والبناء تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس.

الاخبار العاجلة