حذر فولكر تورك، المفوض السامي لحقوق الإنسان، من تفاقم الوضع الإنساني والأمني في مدينة الفاشر السودانية، عقب إعلان قوات الدعم السريع سيطرتها على مقر الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني. وقال تورك في بيان صدر اليوم الاثنين إن التقارير الأولية تشير إلى وضع شديد الخطورة في المدينة، مع تصاعد خطر وقوع انتهاكات وجرائم واسعة النطاق ذات دوافع قبلية يوماً بعد يوم، داعياً إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية المدنيين وتأمين ممرات آمنة للراغبين في الفرار نحو مناطق أكثر أمناً.
وفي السياق نفسه، وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ما يجري في الفاشر بأنه “تصعيد مروع للنزاع”، مشدداً على أن الوقت قد حان لكي يتحدث المجتمع الدولي بوضوح مع الدول التي تقدم السلاح للأطراف المتحاربة، وحثها على التوقف عن التدخل الخارجي الذي يعرقل فرص وقف إطلاق النار والتوصل إلى حل سياسي للأزمة.
وبحسب مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فقد وردت تقارير عن إعدامات بإجراءات موجزة لمدنيين حاولوا الفرار من الفاشر، بينهم نساء وصحفي، مع مؤشرات على دوافع قبلية في عمليات القتل، إضافة إلى تقارير عن وقوع ضحايا مدنيين نتيجة القصف المدفعي العنيف بين 22 و26 أكتوبر الجاري. كما تلقى المكتب معلومات مقلقة عن إعدام خمسة رجال حاولوا إدخال مساعدات غذائية إلى المدينة المحاصرة منذ 18 شهراً.
وأكد تورك أن قوات الدعم السريع مطالبة باتخاذ خطوات ملموسة لوقف ومنع الانتهاكات ضد المدنيين في الفاشر ومدينة بارا بولاية شمال كردفان، حيث سُجّلت أيضاً عمليات إعدام بحق مدنيين اتُهموا بدعم القوات المسلحة السودانية. وذكّر المفوض السامي قادة الدعم السريع بالتزاماتهم بموجب القانون الدولي الإنساني، الذي يحظر العنف ضد غير المشاركين في القتال واستخدام التجويع كسلاح حرب، داعياً الدول ذات النفوذ إلى التحرك العاجل لمنع ارتكاب فظائع واسعة النطاق.
من جانبها، جددت الأمم المتحدة دعوتها لقوات الدعم السريع للسماح للمدنيين الفارين من الفاشر بالمرور الآمن، بعد أن اشتد القتال خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وقالت دينيس براون، منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان، إن المدنيين العالقين يواجهون مخاطر الإصابة أو القتل أثناء محاولاتهم الفرار، مشيرة إلى أن الميليشيات تسيطر على الطرق وتفرض فدية على من يحاولون العبور.
وأوضحت براون أن الأمم المتحدة تحتفظ بـ42 شاحنة محمّلة بالمساعدات الإنسانية الأساسية من غذاء وأدوية ومواد إيواء، جاهزة للدخول إلى المدينة منذ يوليو الماضي، لكنها لا تزال بانتظار ضمانات للمرور الآمن. ووصفت المسؤولة الأممية منع دخول المساعدات بأنه شكل من أشكال استخدام التجويع كسلاح حرب، مشيرة إلى أن الوضع في شمال دارفور وكردفان “بشع للغاية” ويحتاج إلى تحرك دولي عاجل لتفادي كارثة إنسانية جديدة.







































