مجلس الأمن يعرب عن “قلقه العميق” من التصعيد في السودان وتقارير عن إعدامات جماعية في الفاشر

القضية بريس31 أكتوبر 2025آخر تحديث : منذ شهر واحد
القضية بريس
دولي‎
مجلس الأمن يعرب عن “قلقه العميق” من التصعيد في السودان وتقارير عن إعدامات جماعية في الفاشر

أعرب مجلس الأمن الدولي، الخميس، عن “قلقه العميق” إزاء التصعيد المتزايد في السودان، خاصة في مدينة الفاشر وولايات غرب البلاد، في وقت تحدثت فيه الأمم المتحدة عن تقارير موثوقة بشأن “عمليات إعدام جماعية”.

 

وجاء هذا الموقف بعد أربعة أيام من سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، التي كانت محاصرة لمدة 18 شهرا. وقال توم فليتشر، مسؤول العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة، إن المدينة الواقعة في إقليم دارفور “انزلقت إلى جحيم أكثر قتامة”، مؤكدا تسجيل حالات اغتصاب لنساء وفتيات، وتشويه وقتل بحق مدنيين، في ظل “إفلات تام من العقاب”. وأكد وجود “تقارير موثوقة عن إعدامات جماعية” نُفذت عقب دخول قوات الدعم السريع.

 

وفي بيان منفصل، عبر مجلس الأمن عن “قلقه العميق إزاء تصاعد العنف في مدينة الفاشر ومحيطها”، منددا بـ”الفظائع المنسوبة إلى قوات الدعم السريع بحق المدنيين، ومن بينها إعدامات بإجراءات موجزة واعتقالات تعسفية”.

 

من جهة إنسانية، قال جون أوشيبي، عامل إغاثة في منظمة “أليما” غير الحكومية، من مدينة طويلة الواقعة على بُعد 70 كيلومترا من الفاشر، إن “الوضع شهد تحولا مأسويا منذ الأحد”. وأكد أن آلاف المدنيين الفارين وصلوا في أوضاع شديدة القسوة، موضحا أن “النساء والأطفال يصلون في حالة من الإرهاق الشديد. بعضهم لم يأكل منذ أيام، وسار مسافات طويلة، فيما تعرض آخرون للضرب والسرقة والتهديد على الطريق. كثيرون يبكون أقاربهم”.

 

وحذر توم فليتشر من اتساع نطاق العنف إلى مناطق أخرى، وخصوصا ولاية شمال كردفان المجاورة، مشيرا إلى “قتال عنيف” تسبب في موجات جديدة من النزوح. بدورها، لفتت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون إفريقيا، مارثا أما أكيا بوبي، إلى تقارير عن “فظائع واسعة النطاق ارتكبتها قوات الدعم السريع في بارا بشمال كردفان بعد سيطرتها على المدينة مؤخرا”، مؤكدة “مقتل ما لا يقل عن 50 مدنيا في الأيام الأخيرة في بارا”.

 

وأضافت المسؤولة الأممية أن ضربات الطائرات المسيرة من طرف طرفي النزاع باتت تستهدف مناطق وأهدافا جديدة، بما في ذلك ولايات النيل الأزرق والخرطوم وسنار وجنوب كردفان وغرب دارفور، في مؤشر على اتساع رقعة القتال جغرافيا.

 

الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، دعا إلى “إنهاء الأعمال الحربية فورا”، في ظل تزايد المخاوف من انهيار الوضع الإنساني بشكل كامل.

 

وأثارت التقارير التي تحدثت عن مقتل أكثر من 460 شخصا مؤخرا في المستشفى السعودي في الفاشر موجة غضب دولية، بعدما تحدث متطوعون محليون عن مجزرة أكدتها صور أقمار اصطناعية، في حين نفت قوات الدعم السريع، عبر بيان نشرته على قناتها في تلغرام، الاتهامات المتعلقة بقتل مئات المرضى داخل المستشفى.

 

ميدانيا، يستمر نزوح المدنيين. فمنذ الأحد، فرّ أكثر من 36 ألف شخص من الفاشر، من بينهم أكثر من 23 ألفا وصلوا إلى مدينة طويلة التي تستضيف أصلا نحو 650 ألف نازح، وفق تقديرات الأمم المتحدة.

“غرفة طوارئ طويلة”، وهي مجموعة تطوعية محلية تعمل على إغاثة الوافدين، دقت ناقوس الخطر مؤكدة أن “النازحين الذين وصلوا إلى طويلة يواجهون أوضاعا إنسانية صعبة”، وناشدت المنظمات الدولية والإقليمية والوطنية، إلى جانب المتبرعين، تقديم دعم عاجل.

 

من جانبها، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن المدنيين الفارين من الفاشر “يتعرضون للاغتصاب والنهب والقتل”، مؤكدة توثقها لمشاهد “إعدامات ميدانية لمدنيين” من خلال مقاطع فيديو تحققت منها. وأشارت المنظمة إلى أن انقطاع الاتصالات يجعل من الصعب للغاية الوصول إلى مصادر محلية مستقلة لتوثيق ما يجري على الأرض.

الاخبار العاجلة