تحتضن مدينة مراكش إلى غاية 11 شتنبر الجاري ، أشغال المؤتمر الدولي العاشر حول المنتزهات الجيولوجية لليونسكو ، وهو حدث بارز يجمع خبراء دوليين ومسؤولين حكوميين وباحثين وعلماء وممثلين عن المنتزهات الجيولوجية من جميع أنحاء العالم .
ويشكل هذا الحدث ، المقام تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ، والذي تميز في يومه الأول (الاثنين) بعقد اجتماع مغلق لمجلس المنتزهات الجيولوجية لليونسكو ، مناسبة للاحتفاء بإنجازات المنتزهات الجيولوجية حول العالم في السنوات الأخيرة وتعزيز التعاون وتبادل المعرفة والممارسات الجيدة للحفاظ على التراث الجيولوجي والثقافي العالمي.
وتعرف هذه التظاهرة الهامة ، المنظمة من قبل مجلس جهة بني ملال خنيفرة بشراكة مع الشبكة العالمية للمنتزهات الجيولوجية لليونسكو و” جمعية جيوبارك مكون ” بأزيلال ، مشاركة أزيد من 1800 مشارك من 60 دولة ، بهدف الالتقاء وتبادل الممارسات الجيدة والمعارف والخبرات حول إدارة المنتزهات الجيولوجية والسياحة المستدامة وحماية الموروث الثقافي داخل مجالات اليونسكو.
وستُتيح هذه الدورة التي ستنظم أشغالها أيضا بمدينتي أزيلال وبني ملال ، للمشاركين خلال خرجات ميدانية على هامش المؤتمر ، اكتشاف جمال المغرب وتنوع المناظر الطبيعية ، ومواقع جيو سياحية وأخرى أركيولوجية ذات أهمية كبيرة ، وكذا تقاليد الطبخ والموسيقي المحلية بمنطقة مكون التي حاز متنزهها على العلامة العالمية “متنزه اليونسكو ” باستجابته لمعايير محددة.
وقال إدريس أشبال ، رئيس جمعية “جيوبارك مكون ” ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ، “نحن فخورون باحتضان هذا الحدث العالمي ، المنظم لأول مرة في أرض عربية وإفريقية ” ، مضيفا أن هذه الدورة حققت بالفعل أهدافها وهو ما يعكسه ” استقبالنا لأزيد من 600 مداخلة علمية أعدها علماء جيولوجيون وخبراء في مجال إدارة المنتزهات على المستوى العالمي ” .
وأشار إلى أن برنامج هذه الدورة يتضمن جلسات عامة وورشات موضوعاتية وزيارات ميدانية ل” جيوبارك مكون ” ، لافتا إلى أن هذا الحدث سيشهد تنظيم اجتماعات تتمحور حول هيئات الحكامة داخل الشبكة العالمية للمنتزهات الجيولوجية لليونسكو ، واجتماعات المكتب التنفيذي لشلبكة العالمية للمنتزهات الجيولوجية لليونسكو لدراسة الترشيحات لاستضافة الدورة المقبلة للشبكة العالمية للمنتزهات الجيولوجية لليونسكو تقدمت بها أربعة دول وهي البرازيل والشيلي وكوريا الجنوبية وإندونيسيا .
وأبرز السيد أشبال وهو أيضا رئيس الشبكة الإفريقية للمنتزهات الجيولوجية لليونسكو وعضو الشبكة العالمية للمنتزهات الجيولوجية لليونسكو ، أنه سيتم بهذه المناسبة توقيع أزيد من 14 اتفاقية للشراكة وتوأمة بين المنتزه الجيولوجي “مكون” ومنتزهات بالعديد من الدول ضمنها كندا ، البرازيل ، الصين ، اليابان ، رومانيا ، ماليزيا ، إسبانبا ، فرنسا ، والبرتغال .
وسيعرف هذا الحدث الذي من شأنه المساهمة في إشعاع وجهة منتزه “مكون ” والنهوض بالسياحة الجبلية بالمنطقة ، تنظيم الدورة الثانية لنصف ماراطون “منتزه مكون ” وتهيئة 12 رواقا لإبراز المؤهلات الإيكولوجية والثقافية التي تزخر بها الجهات ال12 بالمملكة .
ويتضمن برنامج هذه التظاهرة أيضا ، بحسب المنظمين ، عروض علمية حول سبل الإدارة المستدامة للمواقع الجيولوجية، والتربية البيئية ، والسياحة المسؤولة ، والتنمية الاقتصادية المحلية والتغيرات المناخية وانعكاساتها السلبية ، ومكافحة التصحر والكوارث الطبيعية.
وسيشكل المؤتمر مناسبة لاتخاذ العديد من القرارات من طرف المجلس العالمي للمنتزهات الجيولوجية لليونسكو والمصادقة على “إعلان مكون العالمي “، والإعلان عن جوائز مهرجان أفلام المنتزهات العالمية وتسليم جوائز أفضل الممارسات العالمية، وشهادات الاعتراف من طرف منظمة اليونسكو للمنتزهات الجديدة لسنوات 2020 و 2021.
وتجدر الإشارة إلى أن “المنتزه الجيولوجي مكون ” العالمي بإقليم أزيلال يعتبر الأول عربيا وإفريقيا المعترف به من طرف منظمة اليونسكو سنة 2014، ليتم تجديد الاعتراف على إثر زيارة خبراء اليونسكو سنتي 2018 و2022، وهو بذلك يرأس الشبكة الإفريقية للمنتزهات الجيولوجية لليونسكو ، ويمثل إفريقيا ضمن المكتب التنفيذي للشبكة العالمية للمنتزهات الجيولوجية لليونسكو.
يذكر أن أربعة بلدان تقدمت لاحتضان هذا الحدث العالمي ضمنها المغرب من خلال ترشيح “المنتزه الجيولوجي مكون ” بأزيلال ، والبرازيل والمكسيك وفرنسا .
